استعباد القلوب ، كيف يكون ؟

استعباد البشر يختلف عن استعباد قلوبهم ! فللقلوب أحساساتها .. ومقاييسها ، التي تختلف عن سائر المقاييس ، المعروفة في الرقّ والاستعباد ! 

حالات استعباد البشر كثيرة ، منها القديم ومنها الحديث .. منها المغلف بغلاف المدنية والتحضّر والتقدّم .. ومنها ماهو مجرّد من هذه الأغلفة كلها ! ولعلّ ذِكر بعضها ، يغني عن ذِكرها كلها ! منها : 

الاسترقاق في الحروب : دأبت الدول ، قديماً ، على أن تسترقّ ، بعض الناس ، في الحروب ، بأشكال مختلفة من الاسترقاق : يحتفظ المسترقّ بغبده المسترَق ، أو يبيعه ، أو يسخّره لخدمات معيّنة لديه !  

اختطاف الناس وسترقاقهم ، كباراً وصغاراً، ( أمريكا نموذجاً) :  دأب بعض التجّار في بعض الدول على اختطاف أشخاص ، من أعمار مختلفة ، وبيعهم في أسواق النخاسة ! ولعلّ أمريكا تشكّل نموذجاً مميّزاً ، لهذا النوع من الاسترقاق ؛ إذ انطلق تجّار الرقيق فيها، إلى بعض القارّات ؛ ولاسيّما القارة السوداء أفريقيا .. يختطفون الناس من دولهم ، ليبيعوهم في أسواق الرقيق ، التي كانت تحتاج إلى الأيدي العاملة ؛ ولاسيّما الأيدي الرخيصة ! وظلّ الأسود طوال عشرات السنين في أمريكا ، يعامل معاملة العبد ، برغم القوانين التي وضعتها الحكومات المتعاقبة ، والتي تسوّي بين المواطنين !  

أمّا استعباد القلوب ، فيختلف اختلافاً كبيراً ، عن استعباد الأجساد !

قال الشاعر: 

 أَحْسِنْ إلى الناس تستعبد قلوبَهمُ       . فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ  

استعباد القلوب يكون في حالات معينة ، من أهمّها ماذكره الشاعر، وهو الإحسان ! فما أكثر الناس الذين يحتاجون إليه ، لاسيّما في حالات الضنك الشديد ، الذي لايجد فيه المرء مايقدّمه لأطفاله ، من أساسيات الحياة ، كالمأكل والملبس والمأوى .. وغير ذلك ! وهذه هي الحال التي تمرّ بها بعض الدول المسلمة ، من عربية وغيرها ! 

وسوم: العدد 936