ما بعد تفجيرات لندن 2005

المكان: وزارة الخارجية البريطانية

الزمان: ما بعد تفجيرات لندن 2005

الحضور: وفد من علماء الأزهر ومعهم الدكتور زغلول النجار.

المناسبة: تلبية لدعوة الخارجية البريطانية للإجابة عن الدوافع التي تقف وراء هذه التفجيرات، وهل الدين الإسلامي يحبذها ويشجع على فعلها أم لا؟

وقد كان مقررا حضور وزير الخارجية البريطاني آنذاك، غير أنه اعتذر في اللحظات الأخيرة، وأناب عنه مساعده لشئون الشرق الأوسط.

تحدث مشايخنا عن الإسلام دين الرحمة، وكيف أنه بريء من الإرهاب والخراب والدمار، وكيف أنه لا ينبغي أن يوصم الإسلام بالإهاب من أجل حفنة أشخاص هنا أو هناك.

ودار جميعهم في نفس الفلك... جميعهم يجتهد في دفع التهمة، وإقناع المستمع أننا أناس مسالمون طيبون..

ثم جاء الدور على الدكتور زغلول النجار فقال:

من حيث أن الإسلام دين لا يدعو إلى أذى الآمنين وترويع المطمئنين فأنا مع إخواني العلماء الذين سبقوني..

لكن عندي أسئلة أود لو أجبتني عليها... موجها كلامه للمسئول البريطاني:

من الذي ابتدأ الآخر بالعدوان؟

أليست جيوش بريطانيا هي التي احتلت فلسطين وسلمتها لغير أصحابها، الذين نكلوا بأهلها ولا زالوا إلى اليوم؟

أليست جيوشكم وجيوش الغرب هي التي قتلت مئات الألوف في العراق وأفغانستان وغيرهم من المسالمين في إفريقيا وآسيا؟

ألسنا نعاني وما زلنا جراء حروبكم التي لا تتوقف على بلادنا تاركين وراءكم بلادا خربة وأرواحا بريئة مزهوقة؟

فمن الذي يستحق أن يلوم الآخر ويعتب عليه؟

أمن أجل حادث لا نرضاه ولا نقره تأتون بنا لندفع عن أنفسنا التهمة، بينما أنتم تعيثون في بلادنا فسادا منذ قرن ونصف تقريبا ولا تشعرون بالذنب؟!

سادت لحظة من الصمت، تكلم بعدها المسئول البريطاني قائلا:

ليت الجميع يتكلم بنفس صدقك ولغتك!!

عندما أحتاج للحديث مع أحد سأطلب أن يكون معك أو مع أمثالك.

رغم أن كلامك أكثر إيجاعا، لكنه أصدق لهجة.

انتهت الزيارة ووصلت الرسالة لأصحابها، لكن الرسالة الأبلغ في القصة هي أننا نحتاج لخطاب العزة لا الضعف والهزيمة..

وأن الإسلام يحتاج لمبلغين فاهمين لا ناقلين، أقوياء لا ضعفاء..

وأن العدو يحترم القوي وإن آلمه، ويحتقر الضعيف وإن حاول إرضاءه.

وأن قضية الإسلام كما قال شيخنا الغزالي:

قضية عادلة بيد أنها بيد محامين فشلة.

وأن ألف ربعي بن عامر موجودون بيننا، لا تهتز منهم شعرة واحدة لرستم ولا لألف رستم، لكن الأجيال الناشئة لا تعرف عنهم شيئا.

ملاحظة:

سمعت القصة ممن حضروا اللقاء شخصيا، لذلك سندها متصل، وبطلها حي يرزق. بارك الله في عمره.

#خالد_حمدي

وسوم: العدد 940