حتى نشتغل سياسة بجدارة ولا أزعم أنني جدير ..!!

مطلوب أن نعرف من فجر باص المبيت العسكري في دمشق صباح اليوم؟؟ وكان المطلوب أن نعرف من كان وراء تفجير خلية الأزمة من قبل، بعيدا عن كل سردياتنا الدونكشوتية..

مطلوب أن نعرف بدقة خلفية القصف الصهيوني اليوم على لبنان، أنا عندي ثلاثة احتمالات وربما لا يكون أحدها صحيحا ..

مطلوب أن نعرف بدقة ونحن سوريون طبيعة التناقض بين الفرقة الرابعة -ماهر الأسد وإيران - وبين الفرقة التاسعة والثامنة - وزارة الدفاع -. مطلوب أن نعرف حقيقة التناقضات بين ثلاثة محاور على الأرض السورية: روسية - إيران - بشار الأسد.

محلل سياسي اليوم يقول إن بشار الأسد قفز إلى الحضن الصيني ، كلام أطفال!! وأقول بكل الجدية والمسئولية :إذا انتصرت الثورة ، وتغيرت موازين القوى الدولية ، فإن سورية "لدولة" لن تتحرر من المكبلات الروسية والإيرانية بقرن من الزمان. الأطفال يظنون أن الحمار يمكن أن يأكل كل التكبيلات التي كبلتها روسية وإيران للدولة السورية بتوقيعات بشار الرهيب..كما يأكل الدستور والقانون في سورية. بشار الأسد باع ورهن وأجر بعقود طويلة في سورية البر والبحر والجو والإنسان ..كل السوريين على الأرض السورية هم "أقنان" بالمعنى الاصطلاحي عند الروس والإيرانيين. والقن في مفهوم الإقطاع " عبد ترتبط عبوديته بالأرض ومالكها "

في درعا وفي غيرها نحتاج أن ندرك تناقضات الدور الروسي بين (سيرغي لافروف - وسيرغي شويغو) كيف يختلف ما بشر به السوريان قدري جميل ورامي الشاعر عما يقوم به القائد العسكري الروسي " أسد الله ". يجب أن نتعمق أكثر لنعرف أي الفصائل السورية التي سلمت الجنود الأسرى للنظام بدون مفاوضات ولا فداء ؟؟ يجب أن نتفهم كيف تستطيع إيران أن تشكل وحدات تابعة لها على الأرض السورية، وفي السويداء أيضا، وكيف أن إيران تجول على الأرض السورية في بلد تضربه المجاعة والغلاء والساعي باسمها يخشخش بالليرات للجائعين وراتب المرتزق خمسون دولار ..كيف نقوّم وضع الفصائل في درعا؟؟ وفي السويداء؟؟ وفي الشمال والشمال الغربي والشمال الشرقي كيف هو الحال. تصوروا أنفسكم وعندكم في البيت طفل رضيع يحتاج جرعة حليب ..

 استمعت عند الصباح إلى قائد قوات التحالف الدولي الأمريكي" بول كالفيرت" يتحدث في الحسكة في مجموعة مظلوم عبدي ، يتحدث بالانكليزية ويترجم المترجم إلى العربية وكأن الجمهور الكردي الحاضر كله يتحدث الانكليزية !! وكان أكثر ما تحدث عنه - انتبهوا - الانتصار على داعش والنجاح في بناء وإدارة السجون وحمايتها هل هذا هو مشروع قوات سورية الديمقراطية في سورية ..!!

يا قوم لقد زجوا بنا في مستنقع لا قبل لنا به. والخوض في السياسة يتطلب معرفة التفاصيل واتخاذ موقف منها، وليس فقط أن نتعامل مع العناوين .. ولذا فقد صعب على كثير من السوريين خطاب بعض القادة لبايدن: وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح . وإذا كان خياركم يا سيد بايدن هو الأشد سوء بإقرار بشار الأسد ..فقصروا أمد المعاناة ..

ولا تجمعوا على هذا الشعب الحر الأبي : الحشف مع سوء الكيلة ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 940