تغريد خارج السرب، القضية الفلسطينية وتجريب المجرب

ثمة غرام لدى عدد كبير من النخب الفلسطينية، والعربية، في تجريب المجرَّب (الفاشل). وذلك عند البحث في الوضع الفلسطيني.  

بداية، كلمة غرام قد لا تكون موفية بالمقصود، أو بواقع الحال، ولا بأس إذا استخدم معها، أو بديلاً لها، كلمات مثل، انشداد، أو انجذاب، أو لجوء، أو هروب إلى، أو استسهال.  

ماذا يسمى الإصرار، مثلاً، على إنهاء الانقسام، أو تحقيق المصالحة، أو إعادة بناء م.ت.ف، وقد جرت عشرات المحاولات والمفاوضات واللقاءات، ولكنها باءت بالفشل. ومع ذلك ما زال "الغرام" متأججاً لإعادة تجريب هذا المجرَّب.  

أو مثلاً، ماذا يُسمى المطالبة المكررة لاعتماد الاعتراف بالقرارات الدولية (وأغلبها يتضمن اعترافاً مباشراً أو غير مباشر بالكيان الصهيوني) من أجل الخروج من المأزق الراهن. ومتى؟ بعد انتصار انتفاضة رمضان/أيار -مايو وسيف القدس. بل وفي ظرف سياسي انسحبت فيه أمريكا والرباعية من طرح مشروع تسوية.

          وتأتي هذه المطالبة طبعاً بعد تجربة فاشلة أليمة خاضتها فتح وم.ت.ف منذ 1974 حتى اليوم مروراً بكل الخطوات الفاشلة المشابهة حتى اتفاق أوسلو وصولاً إلى اليوم. هنا أيضاً ثمة غرام "عذري"- فاق غرام مجنون ليلي لتجريب هذا المجرّب، ليس الفاشل فحسب، وإنما الكارثي التدميري أيضاً.

          والأعجب أن ثمة عزوفاً من هذه النخب عن تجريب المجرّب الناجح مثل الانجازات الهامة التي حققتها المقاومة، وأخيراً، وليس آخراً، انتفاضة القدس ضد البوابات الإلكترونية حول المسجد الأقصى، أو انتفاضة فلسطين وسيف القدس الأخيرة. ودعك مما حققته المقاومة والانتفاضة بفرض الانسحاب من قطاع غزة بلا قيد أو شرط. أو خوض ثلاث حروب ناجحة 2008/2009 و2012 و2014. وناهيك عن الاعتبار بتجربة تحرير جنوبي لبنان، أو هزيمة الجيش الصهيوني في حرب تموز/يوليو 2006 في لبنان.

والسؤال، ما الحل لو كانت هذه الظاهرة تخص فرداً بعينه، لكان الحل لدى "الطبيب النفسي" ولكنها لما كانت ظاهرة كثرة معتبَرة من النخب؟ فما من حلٍ لها غير "لا حول ولا قوة إلاّ بالله". 

وسوم: العدد 946