لماذا تفوّقت المذكرات باللّغة الفرنسية على العربية؟

أنا الآن في صفحة 100 من الفصل الرّابع من قراءتي لكتاب:

 Daho Djerbal "LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l'intérieur", CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, ALgérie, Contient 401 Pages.

وفي انتظار أن ينتهي صاحب الأسطر من قراءة الكتاب، وترجمته، وعرضه، ونقده، سيقدّم هذه الملاحظات على هامش القراءة:

أوّلا: تفوّق المذكرات باللّغة الفرنسية:

المذكرات التي كتبت باللّغة الفرنسية عن الثّورة الجزائرية، والمجتمع الجزائري من طرف جزائريين أيّام الثّورة الجزائرية، أفضل بكثير من المذكرات التي كتبت باللّغة العربية، من حيث: الأسلوب الرّفيع، ودقّة المصطلحات، ووفرة المعلومات، والحرية الواسعة في قول الحقائق، والمعلومات الخطيرة والمصيرية، والأسلوب المباشر، والجرأة على ذكر مرارة الوقائع، والتّأكيد على مواقف ماضية بنفس نظرة تلك الأيّام، وعدم التّردّد، وعدم التّراجع.

ومردّ ذلك -في تقديري- أنّ الجيل الذهبي من الجزائريين في تلك الفترة، من أمثال مالك بن نبي، ومحمد ديب، ومولود فرعون، وأحمد طالب الإبراهيمي وغيرهم كثير من الذين لانعرفهم ولم نقرأ لهم، تفوّقوا وبشكل مميّز وفريد في مجال الكتابة باللّغة الفرنسية.

قلتها وأعيدها: كان من المفروض أن ينال الجيل الذهبي من الجزائريين يومها جائزة نوبل في الآداب، لكنهم حرموا منها لأنّهم كانوا يعارضون المحتلّ الفرنسي، رغم أنّهم يكتبون باللّغة الفرنسية. وفي المقابل منحت جائزة نوبل لألبير كامي لأنّه كان مؤيّدا للاستدمار الفرنسي ولاحتلال الجزائر، ولم يكن أبدا -أقول أبدا- أحسنهم من حيث التّعبير باللّغة الفرنسية، وقد قرأ صاحب الأسطر له بعضا من كتبه، وعرضها، وقارنها، وانتقدها. 

وقف صاحب الأسطر على هذه الملاحظة وقد سبق أن قرأ الكثير من مذكرات كتبت باللّغة العربية، والكثير من  مذكرات كتبت باللّغة الفرنسية. فهي إذن ملاحظة مبنية على قراءة متعدّدة متنوعة متضاربة، وعلى مدار سنوات مستمرّة من القراءة، ومقارنة بين المذكرات، وتأني في إبداء الملاحظة، وتعمّد عدم إعلانها في حينها حتّى أمست -لصاحب الأسطر على الأقلّ- حقيقة لايمكن إنكارها.

ثانيا: المهم كتابة المذكرات:

قرأت لبعض الجزائريين وهم يلومون الجزائريين الذين كتبوا مذكراتهم باللّغة الفرنسية. وعليه يقول صاحب الأسطر: لايلام الجيل الذهبي لأنّه كتب باللّغة الفرنسية وأبدع عبرها، ويشكر الجزائري الذي كتب مذكراته باللّغة العربية، ويستحق كلّ التّشجيع.

أظلّ أنتقد بقوة الجزائريين الذين ولدوا مابعد استرجاع السّيادة الوطنية 1962 تفضيلهم الكتابة باللّغة الفرنسية على حساب الكتابة باللّغة العربية، وهم يحسنون الكتابة باللّغة العربية. والتفتّح على اللّغات والتحكم في أدواتها مطلوب محمود.

ختاما: تشترك المذكرات المكتوبة باللّغة العربية، والمكتوبة باللّغة الفرنسية في الصّدق[1] وقول الحقيقة.

[1] للزيادة راجع من فضلك منشورنا عبر صفحتنا بعنوان: #صدق_المجاهد_الجزائري ، وبتاريخ: السبت 24  ربيع الأوّل 1443هـ، الموافق لـ: 30 أكتوبر2021.

وسوم: العدد 957