محاكمة ابراهيم هنانو من قبل المحتل الفرنسي...ومحاكم "بطل الصمود" للشعب السوري

اولاً اعتذر عن تسمية  ما يحصل اليوم في سوريا بالمحاكم ، فهذه الكلمة حذفت من قاموس وحوش العصر  .

تعالوا اولاً  نقرأ عن محكمة  الوطني ابراهيم هنانو:

 بعد القبض على إبراهيم هنانو قدم إلى محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية بتهمة الإخلال بالأمن والقيام بأعمال إجرامية، وترافع فتح الله الصقال أبرز محامييّ حلب للدفاع عن هنانو. حيث أظهر انّ التهمة باطلة كون هنانو خصم سياسي وليس مجرما، بدليل أن الفرنسيين قبلوا بالتفاوض معه مرتين ووقعوا معه هدنة.

في ٢٥ آذار ١٩٢٢ م. طالب النائب العام الفرنسي المحكمة بإعدامه قائلا ” لو أن لهنانو سبعة رؤوس لطلبت قطعها جميعاً”· لكن القاضي الفرنسي أطلق سراح هنانو معتبراً ثورته ثورة سياسية مشروعة، معلنا استقلالية السلطة القضائية الفرنسية عن السلطة العسكرية.

هذا حكم محكمة فرنسية عسكرية وليست مدنية بحق احد ابطال الاستقلال. 

اما "بطل الصمود" فهو لايحتاج لمحاكم ولا الى محامين  للدفاع، فلديه ٢٠ جهاز مخابرات لهم الصلاحية بتسلية انفسهم باي نوع من الاعدامات متى وكيف يشاؤون . فعمليات التخلص من المعتقلين كان بعضها يتم  عن طريق عمليات شنق جماعية داخل سجن "صيدنايا حيث يشهد اعدام  ٥٠  بريئاً اسبوعياً  ، ليبلغ عدد ضحاياه خلال ٥ سنوات فقط  ١٥ الف انسان ، اما عدد الذين تم حرقهم في سجن صيدنايا فبلغ عددهم الالاف ، اما ما فعله المجرم حافظ اسد فقد انهي حياة ٤٠ الف انسان في حماة خلال شهر واحد من عام ١٩٨٢ .   

اما ماهو موثق باعدامات البراميل والكيماوي  فبلغ عددهم مئات الالوف . اما اعدامات الروس و عصابات فارس فبلغ تعدادهم ٩٠ الف انسان ، وماخفي اعظم .

حدثني والدي رحمه الله فقال : كنا يابني نقوم بمظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي فتلاحقنا الجندرمة والسنغال  والقوات الفرنسية ، فنلجأ الى الجوامع ، فلايستطيع احد الاقتراب منا ، يقفون على بعد عشرات الامتار من باب الجامع بينما اهل الحي يرسلون لنا عن طريق اولادهم الطعام والفواكه امام اعين العسكر الفرنسي ، فلايقربهم احد ، وبعد ساعة ينصرفون ، لنخرج مجدداً بمظاهراتنا.

عندما نقول ان التاريخ قديمه وحديثه لم يشهد جرائم سادية وتلذذ بالقتل والحرق والخنق والسحل وراء الدبابات  وبالبراميل سعة ٣٠٠ كغ وبالمتفجرات والصواريخ  والمناشير، كما حصل على يد هؤلاء الطائفيين ، فاننا نورد جزءاً من حقيقتهم. وما كان ذلك ليحصل لولا تآمر الغرب والشرق والفرس وبعض العرب على الشعب السوري .

ورغم ذلك فالشعب السوري مصمم على اخذ حريته ولو كره العالم كله.

وسوم: العدد 957