جرائم الطغاة في اليوم العالمي للغة العربية!

يكره الطغاة العرب أن يروا شعوبهم (مرفوعة)الهامة، ويحبون أن يروها (منصوبة) على الدوام، بل لا يتورعون عن (جرها) بكل حروف الإذلال، من ظلم وتجهيل وتفقير، ولا يرتاحون إلا حينما يرونها (مجردة) من كرامتها، و(مضافة) إلى حظائر عبوديتهم تمارس النهيق والنعيق!

ويحب الطغاة أن يروا شعوبهم (مربوطة) الشفتين لا تتكلم إلا بما يملى عليها، و(مبسوطة) الكفين تتسول الفتات من حقوقها وتستعطف الكبراء لنيل رضاهم، ولا يزالون يعملون من أجل أن تطيع شعوبهم فعل (الأمر) من دون (استثناء)، وتجيب (النداء) في أي ظرف وكأنها آلات تتحرك بالريموت كنترول، وأن تفهم (بالإشارة) التي يقف خلفها السوط، ويريدونها بعيدة عن الجمل (الاعتراضية)، ولا تحتوي قواميسها على (لا، لن، لم) وأضرابها؛ إذ يرون أنها (حروف زائدة) بل و(لا محل لها من الإعراب) أو الاحترام!

ويريد الطغاة من شعوبهم أن تعيش من دون (ضمير)، وإن كان ولا بد فلتكن ذات ضمائر (متصلة) بأجهزة استخباراتهم التي تمتلك كل عوامل (الرفع) و(الخفض) وتمتلك أدوات (النسخ) التي تلغي الاختيار وتغير القناعات، وذات ضمائر (منفصلة) عن الواقع العالمي الذي تحيا فيه الشعوب حرة عزيزة!

ويود الطغاة من شعوبهم أن تظل (جمع مذكر سالم) من أحلام الرجولة والحرية والكرامة والعدالة، وإلا فسيجعلونها (جمع تكسير) في المعتقلات والمنافي والمقابر، ويريدونها أن تؤمن بأن ولي الأمر هو (المبتدأ) و(الخبر) في ذات الوقت، وهو (الحال) بالنسبة للأوطان، وأن تقتنع بأن الأموال العامة (ممنوعة من الصرف) إلا وفق مزاج الحاكم بأمره فهو ظل الله في الأرض، و(الفاعل) الأوحد في السلطة، وكل من دونه مجرد (مفعولين) لا عمل لهم إلا (مدح) الحاكم و(وصف) منجزاته العظيمة و(السكون) بين يديه!

وسوم: العدد 960