حول تعذيب الناس وترويعهم وقتلهم

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه، وكل ما أخرجه الإمام مسلم في الصحيح صحيح، وإن رغمت أنوف..

عن هشام بن حكيم بن حزام أنه شهد وقد مر بقوم يعذبون، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا"

وقوله إن الله يعذب الذين يعذبون الناس، يعذبهم في الدنيا أو يعذبهم في الآخرة.

وتعذيب الإنسان للإنسان لا يجوز في شرعة الإسلام . وسيدنا هشام بن حكيم بن حزام روى هذا الحديث عندما رأى بعض أهل الخراج والذمة يعذبون عليهما...

وغلط بعض شراح الحديث عندما قالوا إذا كان التعذيب بغير حق شرعي، فإقامة الأحكام الشرعية قصاصا وقودا وجلدا بقواعده لا يسمى تعذيبا، بل كل ذلك مشروط في الإحسان فيه. وحتى جلد الزاني أو القاذف أو الشارب له حدود وقواعد تخرجه عن أن يكون تعذيبا إلى كونه إقامة حد مقدور بقدر، مكيف بكيف، مقترن بقواعد.

وتعذيب المسلم للمسلم أولى بالحظر. والتشديد فيه حتى لو كان ترويعا. وجاء في صحيح مسلم أيضا رحم الله الإمام مسلما، عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يحل لمسلم أن يروّع مسلما" أي أن يخيفه جادا أو هازلا. وإنه من أعظم الجنايات..

ولن تجد شريعة على ظهر الأرض حرمت من حق الإنسان وعرضه وكرامته ما حرمت شريعة الإسلام...

وما زلنا نسمع عن هذه الفصائل، التي تسمي نفسها ثورية، وترفع رايات إسلامية الله أعلم بها، أخبارا عن اعتقالات وتعذيب وترويع، يتمادى أصحابه فيه حتى يصل إلى حد القتل تحت التعذيب، والعياذ بالله..

كبائر وجرائم تجر غضب الله وسخطه لا يغطيها لا بيان ولا اعتذرا

اللهم إننا نبرأ إليك من كل جريمة يرتكبها بشار الأسد باسمه ، ومن كل جريمة ومعصية يرتكبها هؤلاء المدعون باسمك وباسم شريعتك، وباسم دعوتك، أو باسم هذه الثورة الطاهرة المباركة.

ونقول للذين يتسترون ببيان أسف أو استنكار أو تنصل؛ إن قتل الإنسان ليس مثل كسر لوح زجاج، أو خرق ظرف زيت؛ تغسله كلمة آسفون ..

وما زلنا منذ سلكنا هذا الطريق نستنكر ونشجب ما وسعنا الاستنكار، ونحاول التغيير ما قدرنا على التغيير كل الذي كان أو يمكن أن يكون ...

براءة إلى الله من كل أذية لحقت بإنسان على وجه الظلم والطغيان...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 970