الشعر العربي في رحاب غزوة بدر المباركة

"بسم الله الرحمن الرحيم"

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد..

فهذه صفحات أخرى مستلة من كتابي: ( شعر المناسبات الدينية ) تتحدث عن مرحلة فاصلة في تاريخ الدعوة الإسلامية، وهي غزوة بدر الكبرى، هذه الغزوة المباركة التي سمَّاها الله سبحانه: يوم الفرقان، وهي وإن كانت حداً فاصلاً بين الكفر والإيمان، إلا أنها خضدت شوكة الكفر والطغيان، ونصر الله فيها الحق وأهله وأزهق الباطل وأهله....

وقد كان لهذه الغزوة المباركة أسبابها وحيثياتها ونتائجها المباركة، وأثرها في كل من المسلمين وأعدائهم.

لقد هزم الله باطل الشيطان وجنده، وأعز الإسلام وجنده.

ولقد كان لهذه المعركة المجيدة وقعها العظيم لدى الشعراء، وأثرها فيهم. فتناولوا جوانبها كافة، منذ بداية إرهاصاتها إلى نتائجها، تحدث الشعراء عن مسير النبي المبارك إلى بدر، ومشاورة المسلمين، والتضرع إلى الله عز وجل، ووقائع المعركة، وشجاعة المسلمين، ومصارع الكفر وطواغيته، وكان لقليب بدر رمز اندحار الباطل، وزهوه أثر كبير لدى الشعراء.

وكذلك تناول الشعراء أثر هذه المعركة المجيدة، في مكة وصداها لديهم، وتفجُّعهم على قتلاهم المشركين.

و لم ينسَ شعراء الإسلام أن يغُضُّوا من مكانة الكفر وصناديده، فيعروهم بكفرهم وجبنهم وهزيمتهم.

وقد كان من أثر هذه الغزوة المباركة في المشركين: أنهم منعوا البكاء على قتلاهم، لئلاَّ يشمت بهم المسلمون كما زعموا، لكن الله أذاقهم عذاب الدنيا قبل عذاب الأخرة.

لقد تغنَّى الشعراء بهذه المعركة المجيدة، فاتخذوها أنشودة الحق ورمز العزة والكرامة والبطولة والإيمان ولم ينس شعراء المسلمين ؛ أن هذا النصر إنما كان بتأييد من الله العزيز الحكيم، فنصر أولياءه وخذل أعداءه...

لقد خلَّف أثر هذه الغزوة شعراً غزيراً جماً، قديماً وحديثاً يصعب استقصاؤه ويشق حصره، فاجتزأت ببعضه عن جُلٍه، فيما رأيت مناسباً لهذا الغرض.

و قد تكرَّم أخي العزيز فضيلة الدكتور مجد مكي حفظه الله فأمدني بقصيدة نادرة لشيخ مشايخ حلب وعلمائها فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور مصطفى أحمد الزرقا، تغمده الله بواسع رحمته، أفدت منها في هذا الموضوع، فجزاه الله خيراً.

ندعو الله الذي أعزَّ نصر المؤمنين ببدر أن ينصرهم في كل زمان ومكان، وأن يعيد هذه الذكرى العظيمة والمسلمون في أحسن حال. إنه سميع مجيب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 977