إني أحتسب..

وهذا مقترح أعلم انه لن يجد آذانا صاغية، عند الرهط، الذين..

وهو مقترح عملي واقعي ضروري، للخروج من الأزمة التي صنعتها قيادة "المتفكهين" للمعارضة والثورة عامة.

القيادة التي تفرض نفسها على السوريين بتركيبتها الرجراجة، الهشة، والتي تتركز على ورقة القوة الوحيدة التي تمتلكها، وهي اعتراف من يسمون "أصدقاء الشعب السوري" والذين خبر كل السوريين حقيقة صداقتهم!!

في واقع الحياة العامة السورية اليوم، وفي فضاء الثورة الوطنية، هناك فريق من السوريين كانوا وما زالوا هم الأشد معاناة، ولا أزعم بما عافاني الله علما منه بضعفي، مثل معاناتهم، وكنت وما زلت أسأل الله العافية، لا أزعم أني منهم، فأنا هنا لا أفصل ثوبا لنفسي، ولا على مقاسي، ولا أحاول أن أدير النار لقرصي.

وسواد السوريين من حملة راية الثورة، الحقيقيين، تتمثل في عدة شرائح حقيقية، أيديها في النار وأرجلها أيضا، هي في موقف ضنك، تقف على جمر، وتتقدم إن تقدمت إلى جمر، وتتأخر إن تأخرت إلى جمر، ولا تميل إن مالت إلا

وسوى الروم خلف ظهرك روم.. فعلى أي جانبيك تميل؟؟

ومن أبرز هذه الشرائح:

  • الرجال الأحرار المرابطون على ثغور المحرر حماية وحفظا..
  • أولياء الدم من آباء وإخوة وأبناء الشهداء الأبرار ، الذين قتلت براميل الاسد وطائرات بوتين أبناءهم وإخوانهم وآباءهم..
  • الرجال والنساء الذين يعيشون في المحرر ويدفعون ضريبة العيش غير المستقر، على أرض الوطن الذي ما زالوا يتمسكون به.
  • المعتقلون بكل أطيافهم والذين يمكن ان يتمثلوا بأصولهم وفروعهم من الدرجة الأولى فقط أم وأب وزوجة وبنت وولد وأخ وأخت..
  • الناجون من محرقة الاسد من منتهكة ومعذب، ومصبّر..
  • المشردون في المخيمات أو على هوامش المجتمعات في بلدان اللجوء، الذين يطير النوم من أعينهم وأعينهن،كلما تمطى سياسي خائب، ولم يجد لعبة يلعب بها غير ورقتهم. فهدد بترحيل او تضيبق.

قيادة للثورة وللمعارضة معا من هؤلاء وهؤلاء فقط، ستضع الأمر في نصابه، وستعيد للثورة ألقها ومجدها وصدقيتها، وللقيادة مصداقيتها.

الزعم أن هؤلاء غير مؤهلين زعم باطل، فماذا وجدنا من تأهيل هؤلاء العضاريط على مدى عشر سنوات، يزعمون أنهم ؛ يديرون صراعا، والصراع كر وفر، وعلى مدى السنوات التي مضت، لم نجدهم إلا يفرون بينما غيرهم يكرون، ومنذ ضاعت حلب كانت البداية لضياع كل شيء.

ثم أنادي على هذه الشرائح الوطنية الزكية والذكية

احذروا قيادة السوريين متعددي الجنسيات مهما كانت وكانوا!!

 العمل السياسي بالنسبة للرجل والمرأة متعددي الجنسيات مجرد لعبة، هواية، في أية لحظة يعود الرجل إلى قواعده سالما، وربما غانما أيضا، الأمر بالنسبة لهؤلاء مثل رجل خرج في نزهة على قدميه، ولم يمش على قدميه لفقر أو حاجة، فهو يربط على بابه اربع سيارات، وإنما دعته نزوته للنزهة، وبعد ان سار ساعتين في يوم قائط وجد غدير ماء فدلى فيه قدميه، يبترد، وأصبح يخوّض فيه يظن ان الخوض في العذب النمير يسمى صراعا!!

متعدد الجنسيات ومتعدد أمكنة الإقامة، يعلم أن رأسماله الأخير، ان يصير إلى بلد من بلدان جنسياته الخمس أو الأربع أو الثلاث والانتقاء حسب الرغبة.. ولذا فهو لا يحس بجدية الهم الذي يعيشه السوري الذي يُهدد في الصباح والمساء بالترحيل: فتنفتح أمامه فوهة الشيطان!! إلى أين ، وكيف؟ وكيف يفعل بالأم والأخت والزوجة والولد، والعمل الذي أسسه والذي لا يكاد يسد من حياته الرمق.

الحديث عن مستقبل اللاجئين بالنسبة لمتعددي الجنسيات، مثل عملية قضم التفاحة بعد وجبة دسمة!!

متعددو الجنسية بالنسبة للثورة وللمعارضة، ولقوى المجتمع التي انخرطت بوعي وتصميم في هذه الثورة، طلبا للتغيير الايجابي وليس السلبي، مثل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، نحن هنا لا نشكك بوطنية ولا باحترام، ونؤكد أن الثورة يجب ان تستفيد من طاقة كل سوري، بمن فيهم متعددي الجنسيات، ولكن ليس في موقع القيادة. موقع القيادة يجب ان يكون للشجي، وليس للخلي، والشجيون من السوريين اليوم هم الفئات والشرائح التي ذكرتها، أعلاه.

قالت العرب:

ويل للشجي من الخلي..

وقالت:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده

ولا الصبابة إلا من يعانيها

وقالت

وقلدوا أمركم لله دركمُ

رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا

لا مترفا إن رخاء العيش ساعده

ولا إذا عض مكروه به خشعا

وقال أبناء البلد:

الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار.

وقالوا:

إن الشبعان يفت للجوعان فتا بطيئا.

ويوم تنتهي خلافاتهم يمكن ان يفكروا بغيرهم!!

واحد قال: إنه يعلم أن في التركيبة عملاء لبشار الأسد، وهاجت الريح وما استقرت بعد..

أنا عندي سؤال صغير جدا: وماذا عن العملاء لغير بشار الأسد؟؟

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 978