مقدمة كتابي الثاني عن مجازر بشار أسد - غيض من فيض -

 تسجيل تاريخ  وطن  بكل دقائقه هي مهمة صعبة، ولكنها مطلوبة من كل مواطن مخلص  تختزن سيرة حياته مشاهد هامة مر بها الوطن.

اختزنت حياتي الكثير من الأحداث التي مرت  بها سوريا ، منها ما كان مفرحاً، ومنها ما كان محزناً و مؤلماً ،وقد سجلت هذه الأحداث في كتابي الأول المعنون  (محطات صغيرة في حياة مواطن سوري). والمؤلم أن الخمسين عاماً  الأخيرة من حياتنا جميعاً كانت محزنة ومؤلمة ومحطمة للآمال،  لم تفرز سوى المجازر ، فكان من واجبي أن اعرف بها اخواننا السوريين والعرب بما اعرف ، ليدركوا الحقيقة كما هي دون مواربة او مبالغة ، ولكنها بالتأكيد ستبقى منقوصة لضخامة المجازر وكثرة أعدادها وأسلوب تنفيذها، وبعضها لم يكشف  النقاب عنه بعد .فجمع مجازر لنظام طائفي فاسد أتى بإرادة دولية،  واستمر لأكثر من خمسين عاماً  كان امراً صعباً..

 وأكثر ما عانيت منه هو  الخوض في تفاصيل مجازر  المجرم الوريث لتداخلها  وكثرتها وتوزعها وتنوع اسلوبها، ففي الوقت الذي ينفذ  القاتل مجزرته في احدى المحافظات كانت بلدات المحافظة تتعرض لمجازر متواقته مع جريمة مركز المحافظة ،  فكان  على جمعها و اختصارها بشكل لا تفقد الكثير من فقراتها..

وهنا كانت الصعوبة ..

فالإطالة سهلة … ولكن المشكلة في الاختصار،  و كتّابُ الأعمدة الصحفية يعلمون  «صعوبةَ» الاختزال والاختصار ، لهذا ختم الرئيس  الامريكي إبرام لنكولن إحدى خطبه قائلا: «معذرة على الإطالة، لم يكن لديّ وقتٌ للاختصار!»، وكتبها من بعده الزعيم سعد زغلول فى إحدى رسائله..

وقد  صدق، فاتبعت اسلوب الاختصار فكان الأمر شاقاً ولكن لابد منه .

آملًا ان يؤدي  كتابي الأول والثاني عن مجازر  نظام الأسد في نصف قرن الغاية والهدف .

مع تحياتي

وسوم: العدد 983