في الحسد.. أشكرْ ربي وأصلي وأستغفر..!

هنادي نصر الله

[email protected]

ما أجمل عملك حينَ يكونُ التحدي الإيجابي أعظم وأهم أركانه، حينَ تشتعل حماسةً لإنجازِ كل ما هو مميز، وحين تُصر على أنه لا شيء يستحق تعكير مزاجك، أعصابك.. ما أروعك حين تُدلل نفسك الحالمة بمستقبلٍ رائعٍ مثلك وتقولُ لها" نفسي الغالية، لكِ عليّ حق آلا أقبل لكِ بالإهانة.. ليستْ الإهانة تقتصر على هجوم أعداء النجاحِ عليها فحسب، فهذا قمةُ الإيجابية أن تحاط بجيش من الناظرين إلى أعمالك باهتمامٍ بالغٍ وشديد، يستفزُ أعصابهم ويرهقهم وهم يُدمنون تنفيذ مخططاتٍ بائسة لإقصائك عن ساحةِ التميز والإبداع..

الإهانة التي أقصدها هنا عزيزي.. هو أن تسمح أنتَ بإهانةِ نفسك، بأن ترضى بأعمالٍ عادية لا تليقُ بمستواك لا العقلي ولا المهني ولا الفكري ولا الإبداعي..

إنطلق عزيزي.. لا تخشى الردى، انطلق متوكلاً على خالقك ـ جل وعلا ـ انطلق وقل" خابتْ ظنونهم، واحتسبْ مكرهم، لؤمهم، خبثهم، عند خالق الكون، الذي لا ولن يضيع أجر من أحسن عملا"..

، كن أهلاً للتحدي في كل وقت؛ عند التحدي يُكرم المرء أو يُهان، قاتل كي تكون كريمًا بطبعك، وكي تُكرم واصفع كل لئيمٍ يتمزقُ غيظًا ليُهينك..!

وتذكر عندما يدور حديث الناس عن التميز، لايخطر في بالهم إلا أسماء قليلة لامعة وبارعة في ذلك، فكنْ منهم، رابط على ثغرك في موقعٍ متقدمٍ من الإبداع اللافتْ والحضور الجذاب الواسع، وقل بأعمالك وأفعالك " الشمس لا تُغطى بغربال"..

الآن .عزيزي وبعد أن علمتك التجارب درسًا جميلاً في الإرادةِ والتحدي.. غادرْ كل إحباطٍ وقمع، وعِش حياتك كأروع وأجمل مهندس للإبداع، وتحلى بمشاعر الصبر، التي ستُلهمك على اقتلاع كل الأشواك التي تُحيط دربك..

عزيزي.. من ليس له أعداء نجاح وحُساد، هو إنسانٌ عاديٌ لا يستحق أن يجتمع حوله أحدٌ من البشر، ولهذا احمدْ ربك أن خلقك مميز، وحباكَ بحسٍ مبدع، وأحاطك بجيشٍ من المحبطين كما أحاطك بجيشٍ من المشجعين، لا تُلقي بالاً للصنف الأول، والتصق بالصنف الثاني..

كُن غاليًا، كُن رائعًا، كُن جميلا، ولا عليكَ إن كان إبداعك يحملُ الإزعاج والإرباك لكلِ من ذُهلوا من صمودك الأسطوري في معركة الحياة، معركةٌ تقتضي أن تُوجه ضرباتٍ موجعة مؤلمة لِمن يسعونَ لتهميشك أو إلغاء دورك؛ كي لا يمتد إبداعك إلى حدودٍ لا نهاية لها.. فواصل وواصل وواصل، وصلِ لربك الأعلى، وقم من ليلك الطويل ولو قليل، وقُل إلهي زدني إبداعًا ونجاحًا، يُذهل الصديق والعدو على حدٍ سواء..