الشاعر الهندي طاغور والخشوع في حضرته !!

لست أدبيا ضد شاعرية الشاعر الهندي الكبير طاغور، وطاغور شاعر هندي م مخضرم القرنين التاسع عشر والعشرين، . وما أردت من ذكره إلا المثل. وقد ذكرني به تذكري لمقال لأديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي، حين كتب في كتابه وحي القلم، عن زيارة طاغور لمصر، وكيف أن الصحفيين اللادينيين المصريين، حرصوا أن يخبتوا بخشوع في حضرته، وأن يلتمسوا شربة من كأس روحانيته. مقال لطيف ظريف بليغ معبر أنصح من أحب أن يعود إليه، فعمر قراءتي له أكثر من ستة عقود على ما أقدّر...

ولكن الذي ذكرني به، مثول بعض الأشخاص الذين ينتفخون في مجالس البسطاء من أبناء قومهم، ويجثون على الركب، بخشوع واهتمام بين يدي من يظنونه "طاغور" عصرهم، فيجثون بين يديه، وكأنهم يجثون بين يدي "نبي" فعند هؤلاء وبعضهم يظن أنه مسلم، فعند بعض هؤلاء كل العلم والفهم والإخلاص عند غير المسلم. مرة أحدهم علق على كلمة لرجل أسلم منذ أيام: تعالوا تعلموا دينكم يا مسلمين!!!!!

هذه الحالات والصور المقلقة تدل دلالة بينة على الخواء الفكري والنفسي، وعلى الهزيمة الجوانية، التي تجعل الإنسان يتقزم أمام من يخالفه في الأصل عقيدة أو فكرا أو سلوكا.....

يؤسفني أن أنعي إلى كثير من جمهور الثورة السورية السورية أن الكثيرين من الذين ينتفخون أمامهم على طريقة ضفدع لافوتين، يستعيدون حجمهم الواقعي الحقيقي أمام كل من يخالفهم الدين أو العقيدة أو الفكر ، إذ ما أسرع أن يعودوا ضفادع حقيقيين لا تقدر حتى على النقيق...

طاغور الهندي، الشاعر ذو النزعة الإنسانية الحاصل على جائزة نوبل العالمية، يمكن أن يكون مثابةً ، بنوع ما ، ولكن أن يتمادى البعض بالخشوع والخضوع لمثله، وأمام كل من يخالف العقيدة والثقافة والفكرة، فهذا مما يحرج الحليم.. ويخرج الحكيم.... ويجرح العدالة .. ويخرم المروءة..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 990