قُتل أيمن الظواهري...وماذا بعدُ ؟؟

قُتل الرجل الذي أسس أكبر حركة انشقاق على فكر جماعة الإخوان المسلمين ومشروعها. حركة "الجهاد الإسلامي" أولا ، ثم انتقل إلى "تنظيم القاعدة". يزعمون أنهم من عباءة الإخوان المسلمين خرجوا!! والحقيقة أنهم ما وُجدوا إلا ليصادروا مشروع دعوة الإخوان المسلمين "المقاصدي - المستقبلي - الواقعي" بمشروع ذي ثلاث شعب "حدي - ماضوي - طوباوي". وخلال أربعين سنة عايشناها من عمر المشروع الخداج ، أدرك العالمون حجم الكارثة وأبعادها وانعكاساتها. ولكن بعض الناس لا يقبلون نصحا، ولا يحبون الناصحين.

وفي لحظات صعبة من منحنيات التاريخ، ولاسيما منذ محاولة تحرير أفغانستان، بدأت حكاية الغرام المرّة بأبعادها المأساوية، التجربةالتي لم يجرؤ المسلمون حتى اليوم على تقويم كلياتها وجزئياتها وتفاصيلها. ومخرجاتها. ثم أعيدت التجربة في أماكن كثيرة، وبأساليب متعددة منها تجربتنا الرديةمع الموك والموم ...

أقول: لم يجرؤ ، وأنا أقصدها...

إن أخطر موقف ما زال أصحاب المشروع اللإسلامي الحقّ يعيشونه، أن يزواد بعض هؤلاء "المنبتين" على المشروع الإسلامي الأوضح، بعناوين وجزئيات، مثل سنارة الصياد ..

بعيدا عن السياسة ومنزلقاتها نقرر إن تجربة تنظيم القاعدة ومن قبل تنظيم الجهاد، بحاجة إلى دراسة تقويمية نقدية فقهية راشدة تقي الأمة من شرورها وآثامها وبلاياها...وتضع الحقائق في نصابها بعيدا عن المداهنة والمجاملة والتزييف. ولنخلص إلى أن المشروع الإسلامي المعاصر ليس واحدا. وأن مشروع الإسلام المعاصر يطال أسس التفكير، وأنماط العيش، وليس قضية متعلقة بالثوب والإزار والخمار ...

بعيدا عن السياسة - مرة أخرى- يجب على جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص أن تحصن جماهيرها من غرور الشعارات البراقة، والأهداف المجتزأة، والمواقف المنبتةـ التي يزاود بها بعض هؤلاء على جماهير الحركة، وربما ينجحون في بث روح "الحدية والماضوية والطوباوية العدمية الحالمة، التي لا يستطيعها عمليا من يحمل لواءها ويدعو إليها..

احذروا .. احذروا .. احذروا ...

أن تظنوا أن أيسر طريق لانتزاع العصا من يد خصم أن تحملوها. لم تكن دعوة الإسلام لتحمل السيف ولا السوط على الناس!! الالتفاف بعباءة التطرف هو التفاف على دعوة الإسلام. علم هذا من علمه، وجهله من جهله!!

قُتل أيمن الظواهري...

بعد أن تحولت الفصائل التي تبناها وغذاها أو اكتراها إلى مركب مباح لكل دسيسات المخابرات الدولية. طوّل لحيتك، تشدد في نبرتك، وتهدد وتوعد وأنت الحليم الرشيد!! القائد المظفر، والمفتي الرشيد الذي يبيح الدماء والأعراض وما شاء المشغلون بعد...

سألوا أحد العاملين في مراكب السياسة العليا: هل لديكم اختراق لهذه الحركات؟؟ أجاب: كل مخابرات العالم حريصة على اختراق هذه التنظيمات!!

قُتل الإرهابي أيمن الظواهري ...!!

وفي العالم من قتل أضعافَ أضعافَ مَن قتل، ومن شرد ومن استباح.. ولو كانت العدالة الإنسانية معصوبة العينين على الحقيقة، كما يزعمون، لكان بعض القتلة والمجرمين أولى بصاروخ "هيلفاير" الأمريكي...

االلهم اكفنا شر الأشرار وفجور الفجار ومروق المارقين... وآتنا حكما وعلما واجعلنا من عبادك الراشدين.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 991