السؤال الكبير .. لماذا لا تشارك حماس في القتال الحالي ؟!

العدوان الإسرائيلي على غزة في يومه الثالث ، ولا تواجهه إلا حركة الجهاد الإسلامي وبعض الفصائل الصغيرة ، والغائب الكبير عنه هو حماس ، الأمر الذي يطرح السؤال الكبير : لماذا لا تشارك في مواجهته مع الجهاد وبقية الفصائل ؟! هل أخبرها الوسطاء بأن القتال لن يطول ؟! هل حذروها من خطورة عواقب مشاركتها فيه ؟! ولا نسأل عن إمكانية عدم جاهزية جناحها العسكري لهذه المشاركة ، فهو سبق أن أكد جاهزيته ، وهو على كل حال أقوى جهاز قتالي في غزة ، والجاهزية أو عدمها لم تكن يوما المؤثر الأساسي في مواجهة المقاومة الفلسطينية للاعتداءات الإسرائيلية . إنها تواجه بالمتاح في يديها ، ولا موازنة البتة عسكريا بين قوتها وبين قوة إسرائيل . وهذا يزيد من إلحاح السؤال طلبا للإجابة . ما الذي يدور بين حماس وسواها من الفصائل ، خاصة الجهاد ، في غرفة القيادة المشتركة ؟! كيف تقنع حماس هذه الفصائل بمبررات تأخرها عن  المشاركة في مواجهة العدوان الذي يتزايد مع تواصله عدد الشهداء والجرحى ؟! إسرائيل إذا اطمأنت إلى عدم مشاركة حماس في المواجهة ستتصاعد شراستها في عدوانها ،وستضيف  أهدافا جديدة إلى ما في بالها من أهداف ، وفي هذا التوجه ، أعلن غانتس أنه أمر الاستخبارات بالمس بقادة حركة الجهاد في الخارج . إسرائيل لا ترتدع عن جريمة إلا إذا خافت سوء عاقبتها . وإذا لم تبادر حماس إلى الانخراط في المواجهة فسيكون لهذا آثار قاتلة على مكانتها فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ، ولن تستطيع فعل أي شيء حتى للتقليل من خطورة تلك الآثار . حركة الجهاد الإسلامي هي الجناح الموازي لجناح حماس في المقاومة الفلسطينية ، وإذا استطاعت إسرائيل إضعافها في العدوان الحالي فسيكون هذا إضعافا مباشرا لحماس ولكل الشعب الفلسطيني ، وهي ، الجهاد ، حركة تميزت دائما بصدقها في مقاومة إسرائيل ، وانصرفت لهذه المقاومة ، وعزفت عن الانغماس في منافسات المناصب في الضفة وغزة ، وتحمل في الضفة العبء الأثقل في المقاومة المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين . وإسرائيل  في عدوانها الحالي في اوضاع سيئة داخليا ، ويتهم بعض الساسة والحزبيين والإعلاميين الإسرائيليين لبيد وغانتس ببدء حرب اختيارية لدواعٍ حزبية ، وأن هذه الحرب ، مثلما وصفها عضو الكنيست عن القائمة المشتركة عوفر كسيف ، صفقة الدم مقابل الأصوات ، وأي دم ؟! دم أطفال ونساء . دم آلاء قدوم ، طفلة السنوات الخمس ، ودنيانا العمور ، طالبة الجامعة وحافظة القرآن الكريم ، وامرأة كانت تعد لزفاف ابنها ، وغيرهن . وترى أصوات إسرائيلية سياسية وحزبية وإعلامية أن حرب لبيد على غزة لن تنفعه في انتخابات الكنيست في الأول من نوفمبر القادم ، وأن الناخبين على ما فيهم من تعصب وعدوانية ضد الفلسطينيين لن يروه بعد العدوان الحالي على غزة رجل الأمن المأمول ، وهو بلا ماض عسكري أصلا . ودولة بهذه الحال من الهلهلة والتمزق لا يخشى بأسها ، ومسارعتها للاعتداء على غزة بهذا التهور تفضح ضعفها المعنوي أكثر مما تفصح عن ثقتها بذاتها ، وأحسنت  طفلة فلسطينية أصيبت في العدوان تشخيص هوية إسرائيل : " أنتم لستم دولة . أنتم قتلة أطفال . أنتم تحت رجلي " . ويظل السؤال الكبير .. لماذا لا تشارك حماس في القتال الحالي ؟! ونحسب أحداث القتال المتسارعة ستجيب عليه ، وفي الحالين لموقف حماس ما بعده ، إما لها وإما عليها ، إما للشعب الفلسطيني وإما عليه .   

*** 

سمت إسرائيل عمليتها العدوانية في غزة " الفجر الصادق " ، وهذا تعبير عربي إسلامي هي أبعد ما تكون عنه ، وأرادت منه أن يكون مضادا لراية حركة الجهاد الإسلامي السوداء . الاسم اللائق  بعمليتها " الفجور الدامي " . 

وسوم: العدد 992