ضيوف شاكرين في بلاد كثيرة ولكننا لسنا ضيوفاً على قرارنا الوطني

وسألني: أين أنتم ؟؟

وأجيب وكلي ثقة بالله تعالى، وبقدرة الإنسان:

نحن حيث نضع أنفسنا، وحيث نرتضي لأنفسنا. وكل واقع نصير إليه ارتضاه منا من ارتضيناهم!! وكل ما عدا هذا فهو لغو أو لغا..

قد نكون ضيوفا في بلاد كثيرة وحق على الضيف شكر المضيف. ولكننا لسنا ضيوفا في المشهد السوري، ولا في القرار السوري، ولا على المائدة السورية. ولا نحن الرئيسَ التعيس الذي يدفعه زلمة ضيفه في صدره، أو يجره من كمه. وما رفضناه في عدونا يجب أن نكون أكثر رفضا له في أنفسنا. "ما عاتبَ الحرَّ الكريم كنفسه!!"

تلك حقيقة يجب أن نعلمها، ونذكر بها من يتجاهلها أننا في الشأن السوري أمُّ البلد الحقيقية وليست الكذوب. وفي الأثر "لايؤم الرجل في سلطانه" والقرار السوري يجب أن تحككه وتنقحه وتدرك مدخله ومخرجه عقول السوريين. ومن تخلى منهم عن حقه فلا يوتغ إلا نفسه.

وقال: المعادلة في سورية شديدة التعقيد!! قلت ولكن لها حل. وكل المعادلات الصعبة يحلها المهتمون من المفكرين والعلماء الراسخين، ثم ترفع شعاراتها في الميادين. و "إنما جُعل الإمام ليؤتم به" وليس ليجري خلف المؤتمين...!!

تخيلوها اليوم وهذه صورتنا، ولم يستقم لي أن أكتب صورتهم. قادة "يزعمون" يجرون وراء الصريخ!! وحين ترى من يزعم أنه صاحبها، يشتغل بالتنديد أو التأييد، فاعلم أنه "نَخِبٌ هواءُ"...

المعادلة السورية البسيطة التي عقدها أصحاب المصالح المختلفون تحتاج إلى حل إبداعي، والحلّ الابداعي يستطيعه المبدعون. والحلول الإبداعية هي تلك التي تتمرد على معطيات اللحظة. وتقترحها العقول وتقتنع بها القلوب وتبنيها أو تحميها السواعد.

ومفتاح الحل: أحرقوا جميع الأوراق السورية في أيدي كل العابثين بها. ثم اهتفوا "ما لنا غيرك يا الله" اهتفوا بها وابنوا عليها، فمجرد الهتاف لا يغني عن الحق شيئا.

وكتب إليّ صديق عربي مهتم: أما آن لكم أن تسحبوا أوراقكم من أيدي الآخرين!! قلت وما نصنع إذا كان الذي تعلم قد جعل من نفسه ورقة بأيدي خلائق كثيرين؟؟

سخرنا كثيرا، وسخرنا طويلا من الذي قال: أنه يتجرع كأس السم!! اللهم لا توردنا مورده، ولا تحاصرنا في مثل لحظته. وأسرعُنا إلى التحرر من المعيقات أقربنُا إلى الانتصار. وحل المعادلات المعقدة بحاجة إلى تجربة المزيد من الافتراضات..

في تربيتنا البلدية تعلمنا، إذا قيل لنا: لك أو للذيب، أن نجيب على الفور، يخسأ الذيب..

ونعلم أنها كلمات لها ثم . وليست مجرد كلام يقال، أو راية ترفع,,,؟؟!!

بيّتونا منذ بضعة أيام على صير أمر، فهل من يسأل: أين أصبحنا...

أصبحنا بعد سنين اثني عشر: على صير أمر يمرُّ ولا يحلو ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 993