العلمانية الكويتية "ابتهال الخطيب" تنعق مع الناعقين العلمانيين

العلمانية الكويتية "ابتهال الخطيب" تنعق مع الناعقين العلمانيين مستغلة حادثة طعن صاحب روايات شيطانية للتجاسرعلى كتاب الله عز وجل

 ما كنت لأكرر ما قلته في مقال سابق من أن الذي يشجع المتجاسرين على الإسلام في بلاده هو الانظمة التي فرضت الغربية العلمانية فرضا  إدراج فقرات من بنات أفكارها المتهتكة بالقيم الأخلاقية  في دساتيرها التي تتصدرها فقرة " الإسلام هو دين الدولة الرسمي " ، وهي فقرة صارت تسبب حرجا لبعض  تلك الأنظمة حتى أن ديكتاتور تونس الحالي قد شطبها من دستوره الذي  طبخه مؤخرا  وأقره بالرغم من أن سواد الشعب التونسي لفظه ورفضه .

 وما كنت أيضا لأكرر أن فتوى إهدار دم صاحب رواية " آيات شيطانية " هي فتوى سياسية لا يتحمل الإسلام مسؤوليتها ،ولا يعتبر صاحبها ناطقا باسمه  أو وصيا عليه ، وهي  محكومة بمنطق الصراع السياسي بين دولة إيران والغرب بزعامة الولايات المتحدة، وليس لها علاقة بفتاوى شرعية  صادرة عن أهل الحل والعقد  من أهل العلم في منتظم من المنتظمات الإسلامية إلا أن مقالا نشرته القدس العربي  للعلمانية الكويتية المدعوة ابتهال الخطيب تحت عنوان " كفاية " جعلني أكرر ما سبق لي ذكره للتذكير به . ولقد استغلت صاحبته  حادث طعن صاحب رواية " آيات شيطانية " لتتخطى موضوع إدانة هذا الحادث إلى  موضوع التجاسر على كتاب الله عز وجل مستخفة وهازئة من بعض مضامينه ، وفيما يلي بعض ما جاء في مقالها :

 (( ليس الإسلام، ولا أي دين آخر في الواقع، ملكاً لأحد، لا أحد وصي عليه ولا أحد معني بالدفاع عنه، ولا هو أمانة في رقبة أحد. الدين فكرة، للإنسان أن يأخذ بها أو يرفضها أو ينقدها أو حتى يقسو عليها، وتبقى التبعات الأخروية للتصرف، أياً كان، على صاحبها وحده، هو يتحملها وحيداً منفرداً. ماذا يملك الإنسان أمام نقد أو سخرية لعقيدته أو دينه؟ لا شيء أكثر مما يملك اليهود الذين نصفهم بالقردة والخنازير من على المنابر كل يوم، لا شيء أكثر مما يملك المسيحيون الذين نسميهم نصارى ونؤكد تحريف كتبهم ونحذر من غدرهم من على المنابر كل يوم، لا شيء أكثر مما يملك البوذيون الذين «نصمهم» بعبادة بوذا جهالة، لا شيء أكثر مما يملك الهندوس الذي نصفهم بعباد البقر غباء، لا شيء أكثر مما يملك الكنفوشيون والتاويون الذين نتصورهم وثنيين، لا شيء أكثر مما يملك أصحاب أي دين آخر نهاجمهم باستعلاء وغباء، كل ما نملك جميعاً هو أن نرد الحجة بالحجة، وأن ندفع عن الدين والعقيدة بالفكرة والكلمة، مثلما للمسلمين حق «تشريح» أديان الآخرين نقداً وأحياناً سباً واستهزاء، للآخرين الحق ذاته، لاينقص قيد أنملة ))

لقد انطلقت صاحبة  هذا القول من قناعتها العلمانية لتجعل كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه  ككلام البشر الذي لا يسلم ولا يخلو من باطل كباطلل كلامها  هذا الذي تجاسرت فيه على كلام الله عز وجل حين تحدثت بسخرية عما جاء فيه من أخبار عن الذين مسخوا قردة وخنازير ، والذين حرفوا ما أنزل الله عليهم من كتب ، والذين عبدوا الأصنام والأوثان حجارة أو حيوانات أو أجراما سماوية ... وتمادت في تجاسرها حتى شرعت  انطلاقا من منطقها العلماني  لأصحاب الديانات الأخرى  ما  للمسلمين مما سمته : " حق تشريح أديان الآخرين نقدا وأحيانا سبا واستهزاء دون أن ينقص من هذا الحق قيد أنملة" . وهي بهذا تنصب نفسها  قاضية لإدانة واتهام كلام الخالق ،علما بأنه إن كان في كلامه سبحانه وتعالى  من تشريح لأديان أخرى، وهو من حقه أن يشرحها باعتبار ألوهيته ، فإنه لا يد فيه لغيره من المسلمين حين يتلى فوق المنابر ، وليس لأحد حق تغييره لإرضاء من لا يرضيهم ولا يروقهم ، ولا يوافق أهواءهم من أمثال السيدة الكاتبة الكويتية العلمانية .

وبمنطق سخيف يدعو إلى السخرية تقول في مقالها أيضا ما يلي :

((من يريد إثبات صحة نقطة في الدين استشهاداً بكتابه السماوي ونصوصه بحد ذاتها، كيف؟ يعني تريد أن تنفي نقداً بإتيانه هو بحد ذاته، وكيف تريد إثبات فكرة بإعادة سردها من مصدرها الذي تحاول أصلاً إثبات صحته؟ لا حق مطلقاً يوعز لأحد بذلك، ولا ملكية لحقيقة خالصة تبرر ذلك. تمتلئ كتبنا من تراثها القديم إلى جديدها المعاصر بنقد الأديان الأخرى، نقد يبدأ من العلمية الجادة وصولاً إلى الابتذال الرخيص )).

وإذا ما كان " لا حق مطلقا يوعز لأحد بذلك" كما قالت ،وهو قيد قيدها لا فكاك لها منه ، فإننا نواجهها  هي الأخرى بالسؤال الأتي : كيف تستطيعين نفي نقد موجه إلى علمانيتك من خلال اجترار ما تدعو إليه لإثبات صحته ؟  وهي بطبيعة الحال لا تستطيع ذلك، وما ينبغي لها، لأن شأنها كشأن من يركب غصن شجرة يريد الاستقرار فوقه  بأمان ، وهو ينشره بمنشار .

وفي الأخير نشير إلى أن هذا المقال الفج  للسيدة الكويتية العلمانية الصحفية والحقوقية والأكاديمية كما وصفت نفسها وهي تثني على سلمان رشدي  بقولها :

((ما يكتبه رشدي هو في عمقه أكاديمي بحت، وكان ليبقى كاتباً أكاديمياً فقط، يعرفه المختصون أمثالي ممن يدرّسونه في قاعات الجامعات ويبحثون في أعماله العصية أحياناً على القارئ العام)) ، هكذا بكل استعلاء وغرور ما هو إلا فرصة سنحت لها إثر طعن صاحب رواية " آيات شيطانية " اقتنصتها  وهي ممن يتحينون مثل هذه الفرص من أجل الدعاية لتوجهها العلماني في بلد مسلم  هي فيه من الطوابير العلمانية الخامسة  المأجورة  ، وهي لا تختلف عما يجتره أمثالها من العلمانيين مشرقا ومغربا  في بلاد الإسلام  للنيل منه ، والذين تجمعهم جميع فكرة العداء له لأنه المنافس المهدد للعلمانية التي تريد الانفراد بسيادتها على المعمور دون منافس .

وسوم: العدد 994