حول بيان الثلاث عشرة في الشأن السوري ...كلام كمخض الماء

وتشبيه ثمرة الكلام وزبدته بمخض الماء، تشبيه عربي قديم، وهو الذي يسمى التشبيه التمثيلي كما يقول أهل اليلاغة…

فقد اعتادت المرأة العربية أن تملأ الشكوة بالحليب، والشكوة وعاء من الجلد يصنع من جلد الشاة أو الماعز، ثم توكي فاها، وتعلقها بحبال بمثل مرجوحة الصبي، ثم تظل تخضها، أو تمرجحها، حتى تعلو طبقة من الزبد وجه السائل المتبقي، الذي تعودنا على تسميته بالشنينة.

لنجري التمثيل كما يقول أهل البلاغة، علينا أن نتصور، أننا ملأنا الشكوة بالماء ثم ظللنا نخض الشكوة أو نمخضها ولو اثني عشرة عاما، هي عمر الثورة المباركة…كما ما زال أصحابنا يفعلون..

هذا الذي يقول عنه العربي:

وبعض القول ليس له عناج

كمخض الماء ليــس له إتاء

لييست المشكلة في الكلام المعاد المكرور، الذي صدر عن المجتمعين في جنيف، المشكلة فيمن تبنى المسئولية عن ثورة كان من تكلفتها مئات الألوف من الشهداء، ومثلهم من المعتقلين، وعشرات الألوف من المنتهكات، ثم لا يجد له دورا غير دور المرجِّع لما يصدر عن هذه اللقاءات

في الأسواق العامة، يسعى كل الباعة والشارين إلى تحقيق مصالحهم ..

وفي النحو كما في الفقه تبقى قاعدة "التابع تابع" هي الأصل..

وحين يركب الفارس على فرسه…

يمشي تابع أمامه يشق له الطريق، ويأخذ تابع بركابه الأيمن وآخر بركابه الأيسر يدفعان الناس عنه وعن فرسه، ويسير الرابع خلف الفارس ممسكا من الفرس بالذيل.. وأعيذكم بالله من مكانة التابعين…

نسيت أن أخبركم أنه كثيرا ما تتم المنافسة بين السائرين في الركاب من التابعين، أيهم يأخذ بالقياد وأيهم يمسك الذيل!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 995