هذه رؤيتي في العلاقات الإنسانية

الإنسان ليس آلة صماء بلا أحاسيس و مشاعر و عواطف ، بل الانسان كثلة ممزوجة متفاعلة ، له رؤى و توجهات ، له نظرات ، له مشارب فكرية ، وله قيم جمالية و أبعاد إنسانية ، على ضوء تلك تتشكل شخصيته ، فيحيا بتلك القيم و المبادئ ، ينافح و يبذل الجهد و يقاوم في ثبات متحصنا بقيم هويته ، لا يريد أن يكون نسخة مقلدة تذوب في الأوعية ، فالكائنات تتناغم مع بيئتها الطبيعية .

في التعامل الإنساني أساسه و قوامه الاحترام و التعايش السلمي المتبادل ، تعامل يحافظ على خصوصية الإنسان الفكرية و الثقافية ، تعامل يحفظ خصوصية عاداته و تقاليده ، تعامل يحفظ طبوع و تنوع إبداعه .

فما نغفل عنه في علاقاتنا الانسانية نسيان الجماليات التي تميز علاقاتنا ، ننسى حسن التعامل بيننا ، نغض الطرف على النجاحات التي يتميز كل واحد منا ، نغفل لمسات الإبداع التي تميز العطاء الايجابي ، نغفل مبدأ التراحم و التعاون النفعي ، و نركز على فروق و هوامش خصوصية ؛ التي هي بصمة خاصة لكل فرد منا ، نجعل من الخصوصيات نقطة صدام و تنافر و رفض في حين أن العلاقات الإنسانية تسمو على ذلك بكثير ، فالعلاقات الانسانية أساسا ترفض أساليب الهيمنة و التسلط و الإقصاء .

على هذا الأساس يحب أن نحافظ على بينة هذا التنوع الطبيعي ، فلَا أُرِيدُ أَنْ أَخْسَرَ أَصْدِقَائِي؛ وَ مَعَهُ لَا أُرِيدُ أَنْ أَخْسَرَ قَنَاعَتِي وَ نِضَالِي، فَأَدْفِنَ مَسَارَ عُمُرِي الطَّوِيلَ فِي التُّرَابِ خَوْفًا مِنْ خَسَارَةِ وِصَالِ الْأَصْدِقَاءِ وَ الرُّفَقَاءِ، عَنْ نَفْسِي أَرَى أَنَّ الْعَلَاَّقَاتِ الانسانية الرَّاقِيَةَ تَدُومُ وَ تَسْتَمِرُّ بَلْ وَ تُثْمِرُ عِنْدَ أَصْحَابِ الْعُقُولِ الرَّاقِيَةِ وَ المشاعر الانسانية الرَّاقِيَةِ.

وسوم: العدد 1005