بشار الاسد وزمرته فقط وليس غير

وأسوأ شيء نفعله نحن السوريين هو تحويل معاركنا إلى غير هدفنا..

والتحويل هو أحد الأمراض الذي يدرس في علم النفس. يحول المرء المحبط المصاب به، مشاعرَ العداء، او فعل الانتقام، من الجهة التي آذنه، إلى الجهة التي يقدر عليها.

يقولها العامة: "الذي لم يقدر على حماته انتقم من مراته."

و نحن- أيها الأخوة والأخوات- معركتنا مع بشار الأسد وفقط مع بشار الأسد وزمرته، وكرروا "فقط" إذا شئتم سبع مرات.

ولسنا أوصياء على الدول، ولا على الأصدقاء، نتمنى من الجميع تأييدا أكبر، ولكننا في الوقت نفسه لن نحوّل معركتنا عن محورها ضد بشار الأسد، لن نحولها ضد أي حليف اقتضت مصالحه أن يختار سياسات قد لا تروق لنا.

بل ربما كانت "الضارة نافعة" فيما يجري علينا، بأن نتعلم كيف نعتمد على أنفسنا، وكيف نمسك بناصية قرارنا، ونكفّ عن أن نستمر في "نفسية القاصر" الذي يبحث عن ولي أمر..

ليس من حقنا أن نحمّل الآخرين عبء قراراتنا، بل نحن أولى بها، وليس من العقل والمنطق وسداد التفكير، ان نحوّل أحمال الرفض لبشار الأسد وزمرته، ضد أي طرف مهما توقعنا منه، أو ظننا انه قصّر في نصرتنا.

وشعبنا يوم ثار لم يستشر أحدا، ومن حقه ان يكمل طريقه إلى النصر دون أن ينزل على حكم أحد.

وبوصفنا سوريين عقلاء وأحرارا نرفض كل الدعوات التي تعلو للنيل من أي حليف يستخدم حقه في اتخاذ قرارته. دائما نشكر صانع المعروف، ونقبل منه القدر الذي يقدر عليه، مع الإصرار الصريح الواضح اننا لن نتنازل عن قرارنا إلى أحد، ولا أن نحمل مسئولياتنا لأحد.

نحن ثوار أحرار راشدون قادرون على اتخاذ قراراتنا، وتقرير مصيرنا..

إلى كل الاخوة الأحباب الذين اتصلوا بي يسألون عن شعارات الغد الجمعة وما يرفعون فيها أقول من مقام الناصح المحب المشفق:

ارفعوا اصواتكم قدر ما تستطيعون ضد بشار الاسد وزمرته، وقدر ما تستطيعون في التمسك بأهداف الثورة ومبادئها الأولية، ، وقدر ماتستطيعون بالوفاء لما قضى عليها الشهداء.. واحذروا ثم احذروا أن يجرنا اللاعبون على حبال الفتنة؛ إلى أي هتاف أو نداء يتنكر لصاحب فضل، أو تقطع علينا طريق الصداقات.

وفقنا الله جميعا للخير والرشد.

وصية من محب ناصح إن شاء الله. ولنا خياراتنا وللدول والحكومات مصالحها ومقتضياتها.

وتذكروا الكلمة التي اخترناها منذ اليوم الأول: ما لنا غيرك يا الله..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1013