مقامة: ثوار على خطى الشهداء

المجاهد فارس فداء لا يكبو، وحسام فضل لا ينبو،، لا يشق له في الفداء غبار، في مضمار الأولياء والاخيار. يتسع باب الجهاد، لهدم قلاع الفساد. المجاهدون شمس الكمال بين الأنام، فاق نورها بدور التمام. تفجرت ينابيع الحكم والمواعظ على لسانهم، وفاضت عيون الحقائق بمحاسنهم، وزادت في علو الهمم والعزم، ونفثت فيهم روح البطولة والحزم. عرفوا فضل الجهاد فتمسكوا بأسبابه، وتعلقوا بعلو همة بأهدابه.

أيها المجاهد

الفرق بينك وبين اعدائك شاسع، نعم بأيدهم سلاح رادع، ولكن في رأسك فكر واسع، وسلاحك علامة نصر بالأصابع. تنام بضمير مرتاح وناصع، وعدوك تؤرقه كوابيس المضاجع، صادق في وعدك وموفِ بعهدك الرائع، عالماان عدوك ثعلب مخادع، تجاهد بالروح في سبيل شعبك، وعدوم ينتهك حرمة الشرائع. لكن مهما طال الوقت فمصيرهم المواجع. عندما تتغير الأحوال، ستشيد ببطولتك الأجيال. سيرتك احتوت مكارم الشمائل والأخلاق، واستوى قلبك على عرش البطولة وفاق، لك عزة نفس تتجاوز الآفاق.

الى أمهات الشهدء

صبرا جميلا إلتمستن فيه الأجرا، فالله يعلم السريرة والجهرا، يثكل المرء ويستنزف العمرا، بفقدان الأحبة واسكناهم القبرا، الأمر ليس بأيدينا بل قهرا، هو قضاء الله والقدرا، اسمحن لعيونكن ان تفيض بالعبرا، واخزنن بقلبكن الجرح دهرا، واعلمن في الموت لا ينفع اللوم والزجرا، فأتقين الله في زهراء شهيدة وعبير عبرا، وهل لمن يبكي شهيدة في الجنة عذرا؟ ليت خاتمتنا كخاتمتها يوم الحشرا. نقابل الله بوجه أبيض حرا. يخجل من عطائكن ووصفكن الشعر، تذكرن ياشذى الورد والعطر، تذكرن يا أمهات الأبرار لولا الظلام ما استمتعنا برؤية الأقمار. ابشرن سيداتي بقرب فرج، ينهي حالة الهرج والمرج.

الى أب شهيد بطل

صرت كئيبا ملهوف القلب مفجعا، بعد أن رماك الدهر بقوسه فأوجعا، لكن القدر ماض ليس له مرجعا، فعليك الصبر وما غيره تصنعا، ان حضر صوت الحق فاسمعا، ولا تعترض لأمر ليس ينفعا. كن ثابت الخطى ولا تتزعزعا، مهما طال الزمان مع الشهيد ستجتمعا. دع يا متوجع اليأس والندم والحرج، وأعلم ان الصبر مفتاح الفرج.

لنترك الزمان يخطأ ويصيب، ان اصاب فخير قريب، وان اخطأ فأمر مريب، فالقريب ليس بعيدا، والبعيد ليس بقريب، والشهيد البطل اللبيب هو الأقرب عند المولى الرقيب، يظهر البطل في الوقت العصيب. يكيفيك فخرا انك أب لشهيد بطل، أنقى من الزلال وألذ من العسل، لا تسأل عن حسب ونسب لا تسأل، دعها لغيرك، لمن خاب وفشل. قد أذنت شمس الشهيد بالزوال، وغربت بالروح بطلوع مشرق الإقبال. ملكت القلوب بصبرك لأنك فاضل مفضال. لا مناص من ان الوسيلة الوحيدة للخلاص، من اصحاب النفوذ والخواص، هو تنفيذ أقصى حدود القصاص، في العملاء وقوى الظلام، فهؤلاء لا يفهموا سوى لغة الحسام.

الشهيد

لا تخشَ على العراق بعد اليوم ضياع، غدا تقوده الاسود وتفر الضباع، فنم مطمئنا شهدينا الشجاع، للشهيد روح تراقبنا وأن زف الوداع.، قد ضمن الله لهم نصر اليراع، فدم الشهيد لا يعرف له ضياع، لثأرهم عند المولى إستجابة وسماع. احمد الله علي أي حال، وان صعبت الأحوال.

عندما تطول البلوى وتقرع بابك الشكوى، متوسلة الأمل بوجود حل، فقد تلاشى الصبر، وضاق بنا الصدر، نمد يد الرجاء لله مبتهلا، ان تكون في رياض الجنة مخلدا. ايها الشهيد تبكيك المكارم والمعالي، يامن سقيت وطنك بدمك الغالي، ان تاهت المكارم في طريقها يا اصيل، كنت لها مرشدا ودليل. قد رسمت الطريق المستقيم، وطريق الحق خاتمته نعيم.

هبت عليك المكارم كلها فياهناك، مهنأة بفخر نلته وكفاك، قرة عيون أمك بشهادتك فأنت للثوار ملاك، تجود بالنفس بترحاب وثغرك ضحاك، اي مجد نلته وما أبقيت لسواك؟ وصلت قمة المجد بعلاك، يخشون الموت وتسخر من الهلاك، لله درك ما أنقاك!

سأقول عبارة واحدة ولا أزيد، قال المجد ما علاني أحد إلا شهيد، زدت تأريخنا حسنا وجمالا، ولك في النفوس ذكر مستطابا. سيق الى دار الاخرة اغتيالا، وما دروا ستصنع له الأجيال تمثالا، فاتهم ان الموت شامل، ومن مات شهيدا ليس كمن مات طبيعبا لا لا. أن تقاس التضحيات بما قدمه الشهيد محالا. كيف اصفك يا أحد اخيار العباد، يا من سقيت بدمك شجرة حرية البلاد، كأن الأرض بشهادتك توشحت السواد، وغيوم السماء تلبدت كأنها في حداد.

وسوم: العدد 1022