إلى ديوكنا البياضة لا تبيضوا في حدائق الجيران

وابتلينا منذ نصف قرن، بطائفة من الديوك البياضة، والتي ظلت تصيح في ليلنا، وتبيض فوق رؤوسنا (مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) والتي لم يكن بوسعنا إلا أن نحتمل منها ما لا يحتمل مما تسببت لنا، من قتل ونهكة وتهجير، وتردي الحال، وشر المآل..

فهذه الديكة ما دام لكل واحد منها "مزبنة" مزبنة بالنون، وليس كما تقولها العامة، فستظل تصيح، وستظل ولن تستريح ولن تريح..

مند يومين كتبت تحذيَ ناصح وجل..

قلت: أيتها الديكة المريبة العجيبة لا تبيضوا في صحن دار الآخرين!!

فهاج من حولي الهائجون وكثر الهراش.

أحفظ من كتاب العلوم في المدرسة الابتدائية وصف الدجاج بأنه حيوان نزاع للشر، وفي الأمثال يقولون: وتهارشوا تهارش الديكة. وفي الأحاديث النهي عن التحريش بين الديكة والكلاب..!!

ما أردت قوله وأعيد..

أننا في كل قطر نحن فيه، نحن أولا طالبو أمن وأمان، نُحكَمُ ولا نحكم. ضيوف على كرام أهل كل بلد بمن فيه.

ومن كان يعجبه التشاكس فمعركة التشاكس في بلدنا ما تزال مفتوحة، وثغرتنا فيها ما تزال مكشوفة، ومن أحب النزال، فنزاله مع بشار الأسد وفئته أولى به.

لا تفتحوا علينا أي معركة غير معركتنا الأولى، كل معركة إضافية هي خلخلخة في صفنا الأول. ثغرتنا هوّة، وصفنا فيها مكشوف..

و على من يملك حق التصويت في الحياة العامة التركية مثلا، أن يعرف قيمة صوته، وأثره، ولاسيما فيما صار إليه أمر الناس، وأن يمارس حقه بصمت، بعيدا عن الخيلاء والضوضاء والتحريض والوعيد..

الشعب التركي بعضهم لبعض أكفاء. وفي كل فريق منهم رجاله، يعلمون كيف يقولون، ومتى يقولون، ولمن يوجهون الخطاب. ودخولنا في سياق هذا الصراع، الذي يجب أن يظل وطنيا تركيا، يجعلنا مثل الذي يريد أن يعرب أمرا فيعجمه..

وفي المآل مهما حصحص موقفنا يجب أن لا ننسى أننا ضيوف على دولة ومجتمع..

ومصلحتنا ان نظل كذلك..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1032