هوس ما يسمى بالحرية الفردية لدى المطالبين بها دليل على قوة مناعة مجتمعنا الراسخ تدينه ومحافظته

محمد شركي
mohammed.said.chergui@gmail.com

ما فتئت المواقع المسوقة لما يسمى بالحرية الفردية تطلع علينا شبه يوميا بدعوات  لجهات محسوبة على التيار العلماني ، بعضها يوصف بمنتديات الشباب منادية بهذه الحرية المزعومة التي هي في نهاية المطاف دعوة إلى إباحية وتهتك جنسيين في مجتمع يدين بدين الإسلام ، وهو يقر بذلك في أولى فقرات دستوره . ولا شك أن ارتفاع وتيرة المطالبة برفع تجريم القانون عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والتي توصف بالرضائية ، يعني تعبير الجهات المطالبة بها عن شعورها باليأس من استحالة تمريرها في مجتمع متدين محافظ ، لهذا تعمد إلى فئة  قليلة من الشباب المؤطر علمانيا لتوهم الرأي العام الوطني  زاعمة بأن عموم الشباب في مجتمعنا يؤيد الرضائية الإباحية،  وكأنه ليست لديه حاضنة إسلامية نشأ وتربى فيها ، وترسخت فيه تنشئتها وتربيتها على قيم الإسلام والتي أكسبته مناعة أخلاقية .  

والمتابع للشباب عندنا يلاحظ بكل وضوح ـ  والواقع المعيش شاهد على ذلك ـ غلبة طابع  التدين عليه من خلال ارتياده اليومي للمساجد خلال الصلوات الخمس ، وأيام الجمع، وفي مناسبة عيدي الفطر والأضحى ، وهو بهذا الارتياد المتواصل يمتح من مورد القيم الإسلامية التي تكسبه مناعة تحميه من الانزلاق نحو ما يدعو إليه التيار العلماني المتهتك ، والذي لا يزيد مداه  الإشهاري عما توفره له بعض المواقع الإعلامية  المستأجرة على الشبكة العنكبوتية .

ونتحدى من يزعم أن شبابنا لديه ميول نحو الرضائية الإباحية أن يوثق ذلك من خلال مقابلات مع قاعدة عريضة من هذا الشباب في مؤسساتنا التربوية أو عند بوابات مساجدنا ، ويشترط أن يكون دليل من يعبر عن ميله الرضائي أن يجيب عن السؤال الآتي : هل ترضى لأمك أو أختك أو إحدى قريباتك الرضائية الإباحية ؟  ونحن نجزم جزما لا يرقى إليه أدنى شك أنه لن يوجد إطلاقا من يرضى بذلك  لقريباته وتسجله عليه وسائل الإعلام  ، وإن زعم أنه يؤيد الرضائية الإباحية إلا أن يكون ديوثا لا غيرة له على عرضه .

وقد نرى في شوارعنا، وفي محيط مؤسساتنا التعليمية  شبابا يتحرش بالفتيات إلا أننا لو استوقفنا بعضهم ، وسألناهم هل يرضون أن يتحرش غيرهم بقريباتهم لأزبدوا وأرغوا ، وهاجوا هيجان الثيران ، وعنفوا بمن يسألهم هذا السؤال، وأشبعوه سبا وشتما ، الشيء الذي يعني أن وجود قناعة بالرضائية الإباحية  لدي المتحرشين  عندنا من الشباب بالفتيات محض زعم كاذب . وإذا ما كانت الرضائية الإباحية  في المجتمعات الغربية قناعة عند أفرادها ، فإن الأمر مختلف تماما في مجتمعنا ، وفي غيره من المجتمعات الإسلامية ، وبناء على هذا، فإن ما تنادي به أبواق العلمانية المسخرة والمستأجرة من الخارج عندنا من  حرية فردية تتجلى  عندها فيما تسميه رضائية إباحية، إنما هو مجرد وهم تتوهمه ، وأن هوسها بها، يعتبر دليلا على مناعة مجتمعنا الراسخ تدينه والراسخة محافظته.  

وسوم: العدد 1034