الشرذمة العلمانية تستغل ظرف الكارثة للتشكيك في قدرالله تعالى

الشرذمة العلمانية تستغل ظرف الكارثة للتشكيك في قدرالله تعالى تسويقا لفكرها المنبوذ في بلد مسلم محافظ وتصفية للحساب مع من يحاربونه من علماء ودعاة

في أجواء أحزان الشعب المغربي على إثر الزلزال المدمر، أصرت الشرذمة العلمانية في بلادنا على استغلال هذه الكارثة التي هي قدر الله تعالى، والتي يلزم كل مؤمن أن يؤمن به خيره وشره، ليكون إيمانه تاما غير منقوص . وانبرى من يقود هذه الشرذمة وهو المدعو عصيد  للطعن في معتقد إسلامي منصوص عليه في كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه باطل من  بين يديه ولا من خلفه ، والذي لا يجادل في صحته إلا منكر أو مكابر .

وبوقاحة المعهودة مهد عصيد لكلامه في فيديو منشور له بالحديث عن معتقدات وثنية  تفسر ظاهرة الزلزال تفسيرات خرافية أو أسطورية ، وشرق في ذلك وغرب بين بلاد الهند واليابان ، وبلاد أمريكا اللاتينية وغيرها ... لينتهي إلى أن تلك التفسيرات الخرافية والأسطورية،قد انتقلت من تلك المعتقدات الوثنية إلى ما سماه الديانات الإبراهيمية ـ  مع أن هذه التسمية لم تستعمل إلا مؤخرا مع عقد صفقة القرن التي تهدف إلى تكريس الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ، والتمكين له في كل بلاد العرب ـ  زاعما أنها تسربت إلى التوراة ، والإنجيل ، ثم القرآن الكريم بعد ذلك، وإلى تفاسيره .

وانتقل بعد ذلك إلى تمهيد آخر ليصل إلى غرضه ، وهو التشكيك في قدر الله تعالى ، فتحدث عن التفسير العلمي للزلازل، وكأن الناس لا يعرفون عنه شيئا ، زاعما أنه أصبح  بإمكان العلم  التنبؤ بها قبل حدوثها ، وهو ما لم يقله أهل الخبرة والاختصاص ، وقد نقلت قنوات عالمية لقاءات معهم ، فنفوا نفيا قاطعا ما افتراه هذا المفتري على العلم  . وانتقل بعد ذلك إلى ما سماهم شيوخ السوء ، وهو يقصد علماء، ودعاة، وخطباء ، ذكروا الناس بمناسبة هذه الكارثة بقوة ربهم سبحانه وتعالى مقابل حديث عصيد عن قوة الطبيعة ، وهو تعبير يستعمله الملحدون، وأشاروا إلى أنه سبحانه وتعالى كان يسلط الزلازل وغيرها من الكوارث على الأمم التي كانت تتمادى في كفرها ، وطغيانها، وفسادها كما هو معلوم في كثير من سور القرآن الكريم . وقد نعت عصيد هؤلاء بأنهم أشرار وحاقدون ، وسمى حديثهم عن غضب الله تعالى خرافات  قد ولى عصرها في زمن تطور العلم . ومن أجل التأثير في من يتابعونه ممن تستهويهم زبالته العلمانية، حاول مغازلة عواطفهم بالتألم لحال من حلت بهم الكارثة واصفا فقرهم وسوء حالهم ليربط بينها وبين موضوع غضب الله عز وجل ، مع ما بين الموضوعين من بون شاسع ،وكأن من تحدثوا عن هذا الغضب، كانوا يقصدون تحددا أولئك البائسين بالضبط ، والحقيقة أنهم كانوا يقصدون من يتمادون في الفساد والإفساد من أمثال عصيد وشرذمته التي تريد إشاعة الفواحش في بلد إمارة المؤمنين المسلم  من خلال مطالبتها بحرية الجسد لتكريس عمل قوم لوط الذي  غُيّر اسمه إلى المثلية ، وتكريس الزنا الذي غُيّر اسمه إلى رضائية للتمويه على قذاتهما ، وتكريس الإجهاض الناتج إن السفاح ، وهو قتل للأجنة الأبرياء ... إلى  غير ذلك من المفاسد الصارخة .

ومع أنه لا أحد ممن تحدثوا عن غضب الله تعالى المنصوص عليه في القرآن الكريم والحديث الشريف ، ظن بالمنكوبين ما نسبه إليهم عصيد، بل بالعكس وصفوهم بالشهداء عند الله عز وجل ، وكانوا من السباقين إلى مطالبة الناس بتقديم المساعدة لهم ،معتبرين ذلك من أوجب الواجبات،  بل أفتى بعضهم بصرف أموال الزكاة لهم، وكانوا على رأس من أقوموا صلاة الغائب استجابة لأمر أمير المؤمنين ، ونتحدى عصيد هو وشرذمته  أن يكونوا  قد أدوا هذه الصلاة ، وإن فعلوا،  فإن حالهم كحال المنافقين زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كانوا يفعلون ذلك نفاقا لمخادعة المؤمنين .

ومن زبالة عصيد الذي يظن بنفسه الذكاء والشطارة، أنه تساءل لماذا ضرب الله تعالى منطقة المحاويج ، ولم يضرب الفنادق من فئة خمسة نجوم التي فيها الخمر والفساد... ظنا  منه بأن هذا دليل على عدم وجود غضب الله تعالى المنصوص عليه في القرآن الكريم والسنة المشرفة ، وهما وحي لا يكون المؤمن مؤمنا إذا أنكر منهما شيئا . وبأسلوب استهزاء تسائل هل ما يحدث من زلازل  في العالم وفي اليابان تحديدا، هو بسبب غضب الله عز وجل ؟ وهذا منطق السفسطة التي لا يجيد عصيد غيره . ولو قدر الله تعالى وضرب الزلزال فنادق الخمسة نجوم بما فيها من مفاسد لقال عصيد نفس الكلام،  ولوصف الضحايا بأنهم أبرياء ومساكين ، وكانوا يمارسون حريتهم ، ويستمتعون بعطلتهم  ... لأن  حاله كحال كالذي إن يُحمل عليه يلهث أو يُترك يلهث.

ومعلوم أن هذا الفيديو الذي خرج به عصيد على الناس، إن هو إلا محاولة تصفية الحساب مع العلماء ،والدعاة، والخطباء، لأنهم يقفون بالمرصاد لمشروعه  العلماني التخريبي، الذي يروم من ورائه إلى ما يسميه مجتمعا مدنيا لادينيا ، ويصفه بمجتمع المعرفة والعلم والحداثة ، والذي به سينتهي المجتمع الديني المسلم الخرافي على حد وصفه .

وخلاصة القول، أن عصيد الذي ألف الخوض في  كل ماء عكر ، وفي كل مناسبة ، لم ينصرف إلى ما انصرف إليه عموم الشعب من جهود ، وتضحيات، وتبرعات  لمواساة المنكوبين،  بل فضل تصفية الحساب مع خصومه العلماء، والدعاة، والخطباء من أجل الدعاية لعلمانيته الخربة التي تبين خرابها في معاقلها الأصلية ، بينما لا زال هو وشرذمته يسوقنها كما يسوق سقط المتاع في بلد قد تشبه شعبه بدين الإسلام الراسخ في القلوب ، وهو الدافع وراء كل مظاهر التضامن المنقطع النظير الذي أشاد به كل العالم  منبهرا به ، والحمد لله على نعمة الإسلام .

وأخيرا نقول إن تذكير الناس بغضب الله تعالى، هو مما أمر به الله تعالى في كتابه الكريم الذي يتعامى عما فيه  إلا عصيد وشرذمته ، وهو واجب شرعي ، ولا علاقة له بالتشفي  .والأكياس يتعظون إذا ما وعظوا أما من لا كياسة لهم من مثل عصيد وشرذمته ،فيضيق صدرهم بالوعظ  ويرفضونه ، وذلك دأب المعاندين ، وقد قص علينا رب العزة جل جلاله أخبارهم ، وجعلهم عبرة للعالمين إلى قيام الساعة . ويكفي كمثال فرعون الذي نجاه بلدنه ، وقد أغرقه ، ولم يفسر أحد أن غرقه كان بسبب غضب الطبيعة أو التسونامي كما يزعم عصيد ، وهي طبيعة لها خالق يأمرها ، وهو المسبب ما في ذلك شك ، وهي تأتمر بأمره طائعة لا تعصي له أمرا ، وهو وحده  سبحانه من يقرر ما إذا كان غضبها نقمة وعذاب  أو ابتلاء، يخفي ما وراءه من رحمته لا يعلمه إلا هو جل في علاه . 

وسوم: العدد 1049