عناصر الشرطة البريطانية تخرج في مظاهرة احتجاجا على جرائم الكيان الصهيوني وشرطة دول عربية تتصدى

عناصر الشرطة البريطانية تخرج في مظاهرة احتجاجا على جرائم الكيان الصهيوني وشرطة دول عربية تتصدى لمظاهرات جماهيرية سلمية

تابع العالم عبر وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي مشهد مظاهرة كبيرة لعناصر الشرطة البريطانية بزيهم الرسمي أو الوظيفي ، وهو يجوبون شوارع العاصمة لندن احتجاجا على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الدموي والوحشي في قطاع غزة، وقد ذهب ضحيتها آلاف الفلسطينيين معظمهم أطفال، ونساء . ولم تستطع وزيرة الداخلية ، ولا رئيس الحكومة البريطانية ثنيهم عن التظاهر الذي يعبر عن الثقافة الراقية لتلك العناصر الأمنية الدالة على إنسانيتهم والتي استفزتها جرائم حرب ضد الإنسانية ، فخرجت معبرة عن استنكارها وشجبها على غرار المظاهرات  الشعبية المليونية التي نظمها الشعب البريطاني بكل أجناسه وطوائفه  .

ومقابل ما قامت به عناصر الشرطة البريطانية ، وهو موقف مشرف ، طلعت علينا وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي بمشاهد صُوّرت في بعض البلاد العربية، وهي  تظهرت عناصر شرطتها تصد المظاهرات الجماهيرية السلمية المنددة بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الصهيوني الدموي بوحشية فاقت كل وصف . ولقد حاكت تلك العناصر ما قامت به عناصر الشرطة في بعض البلاد الأوروبية المتورطة والمشاركة في تلك الجرائم تأييدا، وإمدادا، وإعلاما ، وما خفي أعظم .

وإذا كانت إنسانية عناصر الشرطة البريطانية قد حركتها مشاعر نبيلة أثارتها مشاهد إجرام صهيوني فظيع ، وهي تُحمد لها دون أن تكون لها صلة عقدية بالضحايا ، فما بال عناصر شرطة تلك البلاد العربية، وهي ترتبط عقديا بالضحايا، تقف موقفا مستغربا ،كأنها تعبر بذلك عن تضامن مع الجلاد عوض التضامن مع الضحية ؟ مع أنه ليس مطلوبا منها أن تحذو حذو عناصر الشرطة البريطانية، بل كل ما هو مطلوب منها أن تسمح  فقط بالتظاهر السلمي لجماهير تتجرع آلام متابعة فظائع الكيان الصهيوني يوميا ، فتبيت وتصبح عليها .

أما أن يكون لها موقف من وزراء داخليتها كما كان الشأن بالنسبة لعناصر الشرطة البريطانية ، فهذا من قبيل المستحيلات، لأن ثقافة حرية التعبير التي اتسعت دائراتها  في بريطانيا حتى شملت الشرطة، لازال  بين وجودها في البلاد العربية أمد بعيد ، ذلك أن هذه الحرية غير متوفرة بالشكل الصحيح للمدنيين بله  تتوفرها للشرطة والعسكر مع أنهم مواطنين لا مبرر لمنعهم مما هو حق تضمنه لهم مواطنتهم التي لا يمكن أن تسقط عنهم لمجرد ارتدائهم بذلات رسمية أو وظيفية .

وأخيرا نتمنى أن ترى الأجيال القادمة في البلاد العربية مثل ما جرى في بريطانيا حين سيّرت عناصر شرطتها مظاهرات منتصرة للضحايا على الجلادين ومنددة بوحشية هؤلاء ، وكانت مظاهرات موازية لمظاهرات شعبية مليونية ومتناغمة معها ، ومعبرة عن ثقافة راقية .   

وسوم: العدد 1058