الكيان الصهيوني بلغت دمويته أقصى درجاتها باقتحامه المشافي لتقتيل نزلائها وأسرهم والتنكيل بهم

لقد بلغت دموية جيش الكيان الصهيوني أقصى درجاتها فجر أمس الأول حين اقتحم مستشفى الشفاء بقطاع غزة مسجلا بذلك مدى عدوانيته ، ووحشيته ، وهمجيته هو وكل من يقفون معه في عدوانه بدءا بالإدارة الأمريكية ، ومرورا بالإدارات الأوروبية ، وانتهاء بالساكتين عن هذا العدوان الوحشي ، والخانعين المتلكئين ، والمتخلفين عن نصرة المستضعفين المظلومين من الولدان، والنساء ،والعجزة ،والمرضى الواجب الدفاع عنهم شرعا، وأخوة ، وضميرا، وأخلاقا .

ولقد شوهدت آلية عسكرية وهي تقتحم مشفى الشفاء مسجلة بذلك خسة وجبن جيش رعديد نسجت له أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وما هوسوى عصابات من عديمي الأخلاق تجاوز شرهم شرور الأشرار الذين لعنهم التاريخ ، وقد حازوا بذلك لعنة ستطاردهم هم وحلفاؤه الأنذال أبد الآبدين .

ومعلوم أنه لم يعد خافيا على الرأي العام العالمي خسة، وجبن هذا الجيش الذي يخوض حربا غير متكافئة مع خصم يقل عنه عددا وعدة ، وهو ما لا ترضاه الجيوش المخلقة ، والحريصة على سمعتها العسكرية ، ومع ذلك أذاقه ولا زال يذيقه المقاومون يوميا مرارة هزيمة نكراء ،وهو يحاول التغطية عليها بالبلاغات الكاذبة في إعلامه، وفي إعلام حلفائه، الإعلام الساقط، والفاقد للمصداقية والأخلاق . وفي المقابل ترد المقاومة الشريفة على بلاغاته الكاذبة ببلاغات مدعمة بمشاهد حية تفضح ما يتكبده العساكر الصهاينة ـ إذا جاز أن يوصفون بالعسكر ـ لأنهم مجرد عصابات إجرامية لا خلاق لها .

ولقد افتضحت دعاوى الكيان العنصر الدموي التي يختلقها من أجل تبرير جرائمه الفظيعة ضد المدنيين العزّل ، وهي جرائم حرب ضد الإنسانية ، وجرائم إبادة جماعية في القانون الدولي الذي تعطله دول الاستكبار من قبيل ادعاء وجود مقاومين ووجود كقاعات عمليات فيها ، ومنصات لإطلاق الصواريخ والقذائف ، وأنها أماكن احتجاز أسراه ورهائنه الذين لا يبالي بحياتهم ، ولا يبالي بجزع أهاليهم عليهم ، والذين يصبحون ويمسون أمام مقر الحكومة الصهيونية يصرخون بأعلى أصواتهم مطالبين بالحرص على حياة ذويهم ، بينما رأس الإرهاب نتنياهو يسوف ، ويكذب ويراوغ ، ويمنيهم بتحريرهم مع أن المقاومة قد أخبرت أهاليهم بموت عدد منهم بسبب قصف الطيران الصهيوني . ولو كانت حياة هؤلاء الرهائن تهم هذا المجرم السفاح، لما دك بمئات الأطنان من القنابل كل شبر في قطاع غزة دون استثناء . ولو كانت لأهالي الرهائن ذرة من كرامة لعلقوه على جدار مقر حكومته لعجزه الفاضح عن تحريرهم مع التمادي في غيه ، و صلفه وغطرسته ، وهو الذي لا يعنيه سوى التشبث بالسلطة في مقر هو أوهى من بيت العنكبوت، وقد أوصله إليها غلاة الصهاينة المتعصبين الذين كانوا هم السبب المباشر وراء اندلاع طوفان الأقصى حين عاثوا في المقدسات فسادا ، فقدحوا بذلك شرارة حرب ضروس كانت نتائجها ولا زالت موجعة للكيان العنصري المتغطرس والمهين .

 والجيش الصهيوني الجبان الذي صرخت وولولت جزعاعناصره في ميدان النزال مع أشاوس المقاومة خوفا من الموت ، وحرصا على التشبث بالحياة مقابل حرص الأبطال على الشهادة ، سوق إعلاميا لمشاهد دعائية قصد تلميع سمعته الملطخة بالعار والشنار ، فشوهد بعض جنوده يحملون حاضنات إلى مشفى الشفاء الذي لا كهرباء، وماء، ودواء، ولا ووقود ، ولا أمن فيه . كما شوهد أحد عناصره يمثل مسرحية هزلية ،وهو يقود رجلا مسنا عاجزا، ثم ما لبث أن طرحه أرضا ، فصور المسكين بعد ذلك ، وهو مدرجا بدمائه ، ليشهد على خسة ودناءة عصابات إجرام تستدر تعاطف المغفلين في هذا العالم بتسويق فكرة معاداة السامية المبتذلة ، والتي أصبحت تهمة تطارد كل من يفضح جرائم الصهيونية .

ولقد طالبت وزيرة الداخلية في بريطانيا، ورئيس حكومتها بمنع المظاهرات الشعبية المليونية الفاضحة للإجرام الصهيوني في غزة باستعمال فزاعة معاداة السامية ،علما بأن كليهما من الهندوس المتجنسين، والوافدين من شبه القارة الهندية ، وعقيدتهما لا تختلف دموية عن دموية الصهيونية حين يتعلق الأمر بإبادة المسلمين .

وأخيرا نقول إن جيش الكيان الصهيوني ـ إذا جاز أن يسمى كذلك ـ هو جيش رعديد بشهادة طوفان الأقصى ، قد سطر له سجل خزي، وعار، وشنار سيلاحقه ما بقي من عمر هذه الدنيا ، ويشاركه في ذلك من دعموه ، ومن تعاطفوا معه ، ومن سكتوا على جرائمه ، علما بأن بعض من هانت عليهم أنفسهم،لسهولة الهوان عليهم ، قد فاخروا بالولاء لهذا الكيان الفاجر شاهدين على أنفسهم، و مجاهرين القول: " إنهم كلهم صهاينة " ، وقد صدق عليهم قول الله تعالى : (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) .

وسوم: العدد 1058