تحليل سياسي موجز جداً

وسألني: لماذا لا ترد الولايات المتحدة بجدية على استفزازات إيران وأذرعها في المنطقة ؟؟!!

الجواب: لأن الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالوا بحاجة إلى العصا الإيرانية لكسر إرادة شعوب المنطقة، وتذويب هويتهم؛ من أولئك الذين صنفتهم الولايات المتحدة عدوا أول، تحت العنوان الاستراتيجي "الخطر الأخضر" بعد مرحلة الحرب الباردة.

حرب الولايات المتحدة على شعوب المنطقة، الساخنة والباردة، أي على ما تسميه الخطر الأخضر، والتي دخلت عقدها الثالث، لم تنته بعد، والحاجة إلى العصا الإيرانية للإبادة والتفتيت والتشتيت ما تزال قائمة. بل ربما أصبحت الولايات المتحدة أشد حاجة، بعد انكشاف دور منظمات الغلو والتطرف!!

بالنسبة للولي الفقيه وأزلامه وأدواته، ضابط العلاقة مع الولاية المتحدة وأشياعها في المنطقة: عرف الحبيب مكانه فتدللا...

يجيب الرؤساء الأمريكيون طبقا عن طبق منذ الرئيس ريغان وفضيحة "إيران غيت" : ضرب الحبيب زبيب وإن كان بالقضيب..الولايات المتحدة تعمل على الاستراتيجيات البعيدة، ولا تلعب أم الدقرة والنقرة، إلا عندما تريد توظيف حدث، فعندئذ تكون الجريمة التي لا تغتفر, وتستباح من أجلها القانون الطبيعي والإنساني والدولي!! استمع لما يدور حولك، وأسمع العالم بكاء أطفال المحاضن في مستشفى الشفاء...

ربما يكون القادم أصعب، وحرب غزة قد تخلط أو تحرق بعض الأوراق.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1058