لماذا خسرت فتح جولتين من المعارك في زواريب وطرقات عين الحلوة؟

تسارع الاحداث وتكرارها داخل المخيمات حملت رسائل مفتوحة وواضحة السطور والمعالم ، ومضمونها مكشوف دون الحاجة الى قراءة العنوان . فالاشتباكات الدامية المتكررة في عين الحلوة ، تخرج عن قواعد اللعبة السابقة ، والاستنفار الاعلامي الذي يسبق ذلك يمهد ويحرض لاعلى درجات من اﻻشتباك والمعارك ، التي ﻻ تحصد سوى القتل والدمار والتخريب والخسائر الفتحاوية والشعبية من رصيد فتح وحجمها الشعبي والجماهيري، فالتشكيلات الفتحاوية التي جاءت عكس المرتجى والمامول ، في مقدمتها عودة اتباع سلطان ابو العينين الى رأس القيادة الفتحاوية في لبنان ، وهذا كان اخر التوقعات ، وكما يقال غلطة الشاطر بالف ، وهذه ربما غلطة لرئيس حركة فتح الرئيس ابو مازن ، او طاقمه اﻻمني المخابراتي ، ظنا منهم ان مثل هذه الخطوات تزيد من اضعاف السفير دبور والذي يبدو ان ( مياهه اصبحت على نار حامية ) بانتظار القرار الرئاسي ﻻقالته وتعيين غيره في حال تم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان .

   الغلطة اﻻخرى ، تعيين العجوري( ابو غسان العزي ) القائد الامني لصيدا ، كان من المفترض ان يلعب دورا محوريا في المستقبل و قد تسلم اللجنة الامنية ، بعد ان تم عزل عبد الاسدي بسبب تخاذله في موضوع خالد الخميني كما قيل ، واتهامات له من قبل قوات الامن الوطني بانه جبان ولا يحق له تسلم قوة امنية في اكبر مخيم فلسطيني في لبنان ، ومن بعده تعيين وعزل السيكو ، وتم تحويله للتحقيق حول علاقته بمنير المقدح وفريقه ، وكما قيل انه سيذهب الى رام الله او يتم ارسال بعثة تحقيق من رام الله الى لبنان ، واتهامات للسيكو بالتنسيق مع الاجهزة الامنية لمواضيع تتعلق ببيع اسلحة للمنظمات الفلسطينية بالمخيمات وغيرها من افراد وجماعات من ابناء المخيمات 

 الموضوع اﻻهم ايضا ، موضوع القائد الفتحاوي منير المقدح ، ومعه مئات الكوادر ، يرفضون الانصياع للاوامر من قبل اشخاص يدينون لاتباع ابو العينين الذي يتهمه المقدح انه السبب المباشر في تفجر الاحداث وتكرارها في مخيمي عين الحلوة والمية ومية ، وسقوط مخيم نهر البارد بمؤامرة لبنانية فلسطينية وكان قادرا على حل الموضوع لكنه تأمر نكاية وكيدية بعباس زكي الذي كان سفيرا معتمدا من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس .

   ابو العينين ، الذي بالسابق كان يقوم بخبرته المالية بعملية الحسومات والخصومات على الرواتب والموازنات والمؤسسات ، بعد رفض القيادة اعطاءه صلاحية الامساك بالوضع المالي ، يعيش ازمة نفسية بهذا الجانب اضافة الى مرضه بالسرطان ، ويتوعد اذا لم تنقل له الصلاحية المالية لغير اتباعه وابنائه سيعمل على تغيير قواعد الشراكة الفتحاوية بينه وبين اشرف دبور ، وبالاخص في موضوع الهلال الاحمر لان ابنه (رياض) مدير مستشفى الهمشري وعضو بلجنة الهلال الاحمر في لبنان . كذلك يعمد ومن خلال نفوذه السابق في لبنان الى تنصيب اتباعه وعشيرته واحلالهم بدل من الذي يقصيهم السفير اشرف دبور من كوادر حركة فتح الذين لا ينسجمون والعمل معه ، ان كان في صور او صيدا او طرابلس وغيرها.

   الاقليم الفتحاوي يعيش ازمة خانقة ، فامين السر حسين فياض (ابو هشام) يعتبر ان ابو العينين لم يستطع ان يحضر له قرارا رسميا من اجل ان يتم انتخابه مسؤول الاقليم في المرحلة المقبلة ، او ان يتم تعيينه معتمد اقليم ثابت في لبنان مدى العمر ، بل يكتفي بفرض سياسات الامر الواقع على ساحة لبنان وتعيينه امينا لسر الاقليم لمرحلة مؤقتة لحين نضوج ابنه رياض واستلامه مسؤولية اقليم لبنان الفتحاوي مع تخوف سلطان العينين ان يتم استبعاد ابنه رياض من تشكيلة الهلال الاحمر وحتى من مسؤوليته كمدير لمستشفى الهمشري ،وبقرار مركزي من رئيس الجمعية د.يونس الخطيب، وبدعم سابي ضد رياض من قيادة من اعضاء المجلس الثوري حيث تتضارب فيها الوظائف والمهام بينهم وبين مهام اعضاء الاقليم ، ومن بينهم امنة جبريل مسؤولة اتحاد المراة في لبنان ومسؤولة الروضات و المؤسسات الانتاجية الفتحاوية في لبنان، وعضو بمجلس ثوري فتح في رام الله ، وفتحي ابو العردات مسؤول ساحة لبنان وعضو مجلس ثوري فتح في رام الله ، المنافس الاكثر ترشيحا كعضو لجنة مركزية عن لبنان بمواجهة سلطان او احد مناصريه ، وكذلك رفعت شناعة مسؤول اعلام ساحة لبنان وعضو مجلس ثوري في رام الله ايضا رغم تحالفه السابق مع سلطان وتراجع هذا التحالف لخذلان سلطان لشناعة وعدم التشجع لدعمه حين اجبره عزام الاحمد للاستقالة عن امانة سر الاقليم كونه عضو مجلس ثوري ، رغم ان عزام اجاز لامنة جبريل ان تبقى مسؤولة اتحاد المراة في لبنان وبنفس الوقت عضو مجلس ثوري لفتح برام الله ، و مع النزاعات المتكررة بين قيادة لبنان وسفير السلطة الوطنية عضو المجلس الثوري اشرف دبور لانه يعتبر نفسه اعلى سلطة تنفيذية في لبنان لانه سفير ومدعوم من رمزي خوري ومن عزام الاحمد ،المشرف على الساحة اللبنانية بموافقة من اللجنة المركزية لحركة فتح و بقرار من رئيس الحركة محمود عباس. وهنا ايضا يظن اتباع السفير دبور جازمين ، ان القيادة الفلسطينية لا تأخذ كثيرا بعين الاعتبار المصالح اللبنانية – السورية ولا ترجو علاقة جيدة وقوية معهما ، لخلافات سابقة مع النظام السوري واتباعه في لبنان ، وتأمل وتنتظر جماعة دبور خراب لبنان وتفجر الفوضى بمدنه وقراه من اجل استمرار وجود فتحاوي مؤثر لدبور واتباعه في لبنان فاشرف دبور المتحالف مع بعض اقطاب السلطة اللبنانية واحزابها المحسوبة على الكتائب والقوات اللبنانية ، اصبح وجوده يشكل خطرا على لبنان الجاهد الى ضرب كل شبكات التعامل مع الاسرائيليين ، وكذلك ارتياب سورية منه والتي تعتبر لبنان خاصرتها الامنية ، وغير مسموح اللعب بالامن القومي ، وهي التي تختلف للعمق مع الكتائب والقوات ولا تنسجم معاهم ولو ظاهريا..

      بنفس المجال ينسق سلطان ابو العينين لانجاح اولاده في الهيمنة على الهلال الاحمر الفلسطيني ، وتحديدا مستشفى الهمشري ، لمركزية وجوده الطبي والمكاني والخدماتي ، بالتعاون مع دحلان ومعاهم الطيراوي وهما رجلان يضعان مصلحتهما الشخصية فوق كل اعتبار . واليوم ابو العينين ممنوع لبنانيا دخول اي مخيم باستثناء مخيمات صور التي تقع في اطار القرار الدولي 1701 والتي تشكل حالة هامشية في الصراع الداخلي الفلسطيني. وعين الحلوة اكبر المخيمات ، والاكثر ترشحاً لتكرار تفجر احداث امنية فيه ، في وقت يتجول فيها مسؤول حماس احمد عبد الهادي ويلتقي مع اقطاب من المنظمات الاسلامية  وفصائل المنظمة والتحالف ، وبقرار من العاروري وابو مرزوق ، وذلك لحشد اكبر تاييد لتسلم حماس مسؤولية الوجود الفلسطيني وخصوصا في المخيمات ، حتى لو اهتزت حماس وتخلخلت هياكلها بانفضاح وجود عملاء وجواسيس بين كوادرها في لبنان .

   السؤال الابرز ماذا يفيد وجود دبور في لبنان سوى الامعان في تدمير حركة فتح ، وتهديم ما بني من علاقات سابقة مع لبنان خلال السنوات الماضية من قبل السفير السابق عباس زكي ومن تلاه السفير السابق ايضا عبد الله عبد الله ، الا اذا سحب الرئيس الفلسطيني ابو مازن اوراق القادة الفتحاويين المفسدين من لبنان، اشرف دبور وطاقمه، قبل ان تذهب تشكيلة فتح و منظمة التحرير الى الهلاك وضياع الشعب الفلسطيني ومخيمات لبنان في المجهول ، فالرئيس ابو مازن، معني ان يحافظ على فلسطينيي لبنان كما يحافظ على شعب فلسطين في كل مكان ، وابناء فتح امانة في اعناق ابو مازن واللجنة المركزية لفتح صانعة الامجاد الفلسطينية عبر التاريخ الحديث.

ميدانيا وللمرة الثانية او الثالثة تخسر فتح في المعارك الداخلية على ارض الواقع....خسرت من قبل بالتصدي للعصبة في عين الحلوة قبل ان تكبر هذه الاخيرة،وخسرت بالتصدي لفتح الاسلام في نهر البارد وخسرت جولات كثيرة في عين الحلوة ايضا بسبب انفلاش العسكر الفتحاويين وعدم انصياعهم للقيادة الموجودة اضافة لترهل القادة الميدانيين بالمخيمات وتخاذل البعض الاخر.وتأمر البعض على فتح وعلى مؤسسات فتح طمعا بغنائم ومكتسبات موعودين بها في مرحلة مقبلة اضافة الى عدم اهلية اخرين، ومنهم على سبيل المثال ابو اياد الشعلان مترهل ومتخصص بنهب الكراتين التموينية لسكان المخيمات من خلال تزعمه اللجان الشعبية بفترات سابقة ، ولا احد من قادة الكتائب والسرايا يثق به ولا بقدراته العسكرية المزعومة، وتخاذل ماهر شبايطة وتقوقعه على نفسه حين المعركة حيث لا خبرة عسكرية عنده ولا حتى اهلية جماهيرية تنظيمية ، وهو المكروه من قبل سكان المخيم. حيث يضع مصلحته الشخصية فوق اي اعتبار ، وبرز ذلك بوجوده بالمربع الامني الضيق الخاص به، اي في منزله ، مع اكثر من سبعين مسلحا من اهله وعائلته خلال معركة الطواريء و  وقوفه موقف المتفرج لحين هدات ووقف اطلاق النار وذهابه سريعا الى مكتبه بالبركسات ليظهر كالبطل الهمام بتصريحاته الصحفية الكاذبة وبتكليف مباشر من فتحي ابو العردات الذي وعد بالقاء القبض على قاتلي العرموشي خلال عشرة ايام، وانتهت المهلة ولم يتم القاء القبض على واحد منهم ابدا بسبب تخاذل الشعلان وماهر شبايطة من الهجوم على الطواريء واستبدال ذلك بفتح جبهة حي السينما بحطين، ذلك الحي الذي لا داعي لفتح جبهة به ابدا لانها لا نتيجة لذلك فالمطلوبين موجودون في المدارس والطواريء وفتح اي معركة بحي اخر الب جماهير المخيم ضد فتح واضعف من زخم الهجوم الفتحاوي على الطواري وانهى عملية الضغط المفترضة ضد عناصر وارهابيي جند الشام وفتح الاسلام بالتعمير والطواريء.

   على الرئيس ابو مازن ان يسال قيادة فتح في لبنان لماذا كل هذا التشرذم الفتحاوي والصاق التهم ضد منير بانه المقصر، واين تلك الجحافل الفتحاوبة المكونة من اكثر من 4500 مقاتل موجودين بلبنان، واين ذهبت اكثر من ستة الاف قذيفة هاون وار بي جي حيث لا قتيل ولا جريح من التكفيريين بل العدد الاغلب من القتلى والجرحى كانوا اما من فتح او من جماهير فتح، فمن كان قاصدا ان يدمر بيوت عاىلات فتح على قاطنيها، ومن كان المعني بتخريب العلاقة بين فتح وجماهيرها في مخيمات لبنان بدءا من مخيم عين الحلوة.؟

خمسة اسماء من قيادات فتحاوية ، على حركة فتح استدعائهم الى رام الله والتحقبق معهم ، اولهم فتحي ابو العردات والاربعة الاخرين هم صبحي ابو عرب و ماهر شبايطة، وابو غسان العجوري،و ابو اياد الشعلان، كونهم معنيين بادارة المعارك وايصال المخيم الى ما وصل اليه.وبالتالي على حركة فتح اتخاذ اقصى العقوبات بحق المتخاذلين والمتأمرين والمتواطئين بحف فتح ومؤسسات فتح وابناء فتح وجماهير فتح، وان لم تقم فتح بأي اجراء صارم ، بعد هذا الذي حصل ، فلتترقب انهيار وجودها في لبنان اولا ، وفي غير مكان ثانيا وثالثا.

وسوم: العدد 1069