المسؤول عن تجويع غزة

جريمة علنية على مرأى ومسمع من العالم يتم تجويع المدنيين في غزة وقطع جميع المساعدات والإمدادات الانسانية من غذاء ودواء ومواد طبية ووقود واتصالات.

يهتم الساسة والمتابعون بوقف اطلاق النار والمفاوضات الجارية لتبادل الأسرى ويتناسون الحاجة الأكثر أولوية وإلحاحاً والمتمثلة بتزويد أهل قطاع غزة المحاصرين بالمساعدات الانسانية ووقف جريمة الإبادة الجماعية والقتل الممنهج للمدنيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. 

إن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات الى غزة، وعدم جدية مصر والدول العربية وصمت المجتمع الدولي - إلا القليل -  يؤدي بالمحصلة الى نتيجة واحدة وهي خرق القانون الدولي الإنساني بتجنيب المدنيين آثار الحروب وجعلهم جزءاً من حالة الحرب، الأمر الذي يحمل جميع الأطراف المسؤولية في المساهمة في جريمة الابادة الجماعية بنسب مختلفة ودرجات متباينة ولكن أولهم بكل تأكيد الاحتلال الإسرائيلي، ولكن وبجميع الاحوال وبالنتيجة هي مسؤولية الجميع.

من غير المقبول الاستمرار بهذه الجريمة البشعة المتمثلة بتجويع أكثر من 2.3 مليون انسان وتركهم فريسة لهمجية الاحتلال الإسرائيلي والنفاق الغربي وهم يعيشون في بقعة تأتي في قلب العالم العربي والإسلامي، إنها وصمة عار على جبين كل عربي ومسلم وحر في هذا العالم، وإن الحاضر والتاريخ لن يرحم المتخاذلين من انظمة وشعوب.

كيف لنا أن نتحمل مشاهد الاطفال وهم يتضورون جوعا؟!
كيف لنا أن نرى مشاهد النساء والكبار والصغار وبيوتهم تقصف بالصواريخ الموجهة و الذكية ؟!!
هل بات العالم عديم الضمير وفاقداً للإحساس والشعور الى هذا الحد الجنوني والبشع ؟!!

لقد كشفت هذه الحرب المديات المخزية التي وصلت إليها الانسانية المدعاة، وفضحت الشكل الحقيقي للمنظومة الدولية، ووقعت المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومؤسساتها تحت الاختبار الصعب والتي من الواضح انها أخفقت عن جدارة في اختبار غزة.

كيف لمنظومة الدول العربية وجامعتها العتيدة ومعها حكومات الدول الإسلامية أن يكون لها أي مصداقية أمام شعوبها وهي التي عقدت قمة الرياض خلال الشهر الاول من الحرب، وقررت ضرورة ادخال المساعدات والإمدادات الإنسانية، وبما يتوافق مع القانون الدولي، ثم تخفق في إنفاذ قراراتها وتقف عاجزة أمام مشهد التجويع والقتل الممنهج للمدنيين والإبادة الجماعية، وهناك الكثير من الدول التي هي صديقة للولايات المتحدة الأمريكية الراعية للإجرام الصهيوني، ثم تظهر دولنا العربية بصورة مَن يلتحق بالدعوى التي أقامتها دولة جنوب افريقيا ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية.
هل الدول العربية والإسلامية عديمة الوزن السياسي الى هذا الحد في المجتمع الدولي؟!!

مَن المستفيد من هذا التجويع وتلك المحرقة؟! إنه الكيان الصهيوني وحده الذي يريد إنفاذ مخططه بتهجير الفلسطينيين، وإفراغ الأرض من أهلها، ليتسنى لنتنياهو وحكومته المتطرفة الاستمرار بالحكم الى اطول مدة ممكنة وللاستمرار في منع إعطاء الفلسطينيين دولة مهما كان وصفها أو شكلها .

على العالم أن يعي أن تجويع أهل غزة وقتلهم بدم بارد لا يضر بالمقاومة الفلسطينية وحركة حماس تحديداً، وأن هذه الفرضية لو أنها صحيحة لنجح الحصار الذي استمر لأزيد من 17 عاماً قبل 7 أكتوبر في إضعاف قوى المقاومة، ما جرى هو العكس، لقد كان السخط والغضب الفلسطيني يرتد ويتجه في كل مرة نحو الاحتلال الإسرائيلي وتحميله المسؤولية ، واليوم تتوسع دائرة الغضب الشعبي لتشمل الدول العربية الصامتة وغير الفاعلة، والمجتمع الدولي المنافق باستثناء بعض الأصوات المنصفة .

ملاحظتنا :أكبروأول مسؤول عن مجاعة غزة النظام الصهيوني المفروض على مصر والذي يغلق معبر رفح عن سبق إصرار ..بل ويسرق المعونات التيي يمنع إدخالها لغزة ويتباهى بالتصدق بها لبلاد أخرى وشعب مصر أجوع الشعوب بعد غزة المحاصرة  والتي ستحاصر وتحاسب من يجوعونها  ويحاصرونها ويسلمونها للغول الأمريكي - الصهيونني اليهودي 

وسوم: العدد 1071