كلمات نيرات على طريق الدعوة

كلمات نيرات

على طريق الدعوة

سيد قطب رحمه الله

يقول الشهيد سيد قطب:

"عندما نعيش لذواتنا ولشهواتنا تبدو لنا الحياة قصيرة، تافهة، ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود!

أما عندما نعيش لغيرنا،

أي: عندما نعيش لفكرة؛ فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض! …

إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهمًا، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا.. فليست الحياة بعد السنين".

ويقول الأستاذ عمر التلمساني –يرحمه الله- المرشد العام الثالث لجماعة الإخوان المسلمين:

نحن على خير حال..

لأننا نحمل دعوةً تميزت بالصراحة في مواجهة الباطل وأنصاره أينما كانوا،

دعوةً تميَّزت بالوضوح؛ فلا لفَّ ولا مداورة ولا استغفال،

دعوة برَّأها الله من المطامع المادية، والتطلعات الدنيوية، والمصالح الذاتية،

نزيهة من غبش الزيف، تزدان بالنبل في العاطفة، والسمو في حب الخير للناس جميعًا، بلا تفرقة بين خصوم وأصدقاء، فحب الخير لا يتجزأ.

من أجل ذلك سنبقى- بفضل الله- على خير حال، مهما ادلهمت الخطوب، وعصفت الرياح الهوج، ومهما اشتد العسف بالشهداء، ومهما ظنت قوى الشر، أنها بالغة ما تريد بقوتها المادية غرورًا واغترارًا،

إن قدر الله إذا جاء فلا عاصم لظالم أو مغتر من أمر الله، وحاق بهم ما كانوا يستهزئون

.. إن كلمة الله هي العليا دائمًا وكلمة الظالمين هي السفلى دائمًا، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.

ويقول أيضا:

نحرص على الموت:

أراد الله لنا أن نكون على خير حال في اللأواء والرخاء، بهداه استوى لدينا شأن الموت وشأن الحياة، بل لعلنا أحرص على الموت، فتوهب لنا الحياة،

الناس يفزعون في مجال الروع من الموت، ونحن نسارع إليه، في سبيل إعلاء كلمة الله،

إن حبسونا فهي خلوةٌ مع الله، وإن نفونا فهي سياحةٌ لتبليغ دعوة الله، وإن قُتلنا فهي الشهادة الكبرى التي يتمناها المجاهدون المخلصون؛

فماذا يملك أعداؤنا لنا، مما يخوفون به الناس الحريصين على الحياة مهما كان طعمها من الذل علقمًا، ومن الهوان صعابًا.

ولا بد بعون الله من مجيء اليوم الذي ينتظره العاملون المخلصون.

رزقنا الله وإياكم الصبر والثبات

على طريق دعوة الحق والقوة والحرية

والله أكبر ولله الحمد