قتل الإنسان ما أكفره

محمد فاروق البطل

نائب الأمين العام لرابطة العلماء السوريين

شُلَّت أيديكم أيها الطغاة الآثمون، أعداء الشعوب! أعداء الإنسانية...!

أإلى هذه الدرجة الوضيعة ماتت إنسانيتكم ؟ وانعدمت ضمائركم؟ ، وانحطَّت قيمكم؟!

أما شبعتم مِن دماء السوريين الأحرار شباباً وشيوخاً، رجالاً ونساءً... طيلة سنتين ونصف وأنتم تمارسون القتل والذبح ، والحرق والتدمير براً وبحراً وجواً؟!

أما شبعتم أيها اللئام القتلة الحاقدون، فقد قتلتم واعتقلتم وشرَّدتم وغيبتم الملايين من شعبنا السوري الحر الكريم؟!

أما يكفيكم عاراً أنكم حولتم الأحرار الكرام من أبناء هذا الشعب السوري العظيم العريق في حضارته، ذي التاريخ المشرق المضيء، حولتموهم  إلى لاجئين مشردين في الآفاق ودول الجوار، لا يكادون يجدون الملجأ الآمن، ولا الأرض الوادعة في أرض الله الواسعة؟!

ألم ترتوِ أحقادكم وسخائم قلوبكم بعدُ من دموع الحرائر والأيامى... والأرامل والثكالى؟!

ما ذنبهم؟! ما جريمتهم؟! : [وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ] {التَّكوير:9}.

كل الذي واجهكم به شعبنا وطالبكم به هو : الحرية والعدالة والكرامة ، وإقامة دولة العدل والقانون والمساواة... وقد صبر عليكم شعبناً خمسين سنة وهو محروم من أبسط حقوق الإنسان! أليس له حق أن يعيش ككل الشعوب حراً كريماً في ظل دولة القانون؟!.

لكنكم أيها العلمانيون المتسلطون، لا تؤمنون بكل هذه المعاني إلا تشدقاً وشعاراً ، وتثبت الأيام أنكم تكذبون في كل ما تدَّعون ، وقد كشفتكم ثورات الربيع العربي حين اختارت شعوبها في مصر وتونس والمغرب وليبيا ومن قبل في فلسطين، اختارت وبكامل حريتها، وبتمام نزاهة انتخاباتها بشهادة العالم ومؤسساته الدولية، اختارت مرشحي التيار الإسلامي ،  فانقلبتم على الديمقراطية، وألغيتم  الدستور، وفرضتم قوة السلاح، وواجهتم مظاهرات الشعوب المسالمة بالقتل والقهر، والسجن والتعذيب، وقانون الطوارئ والأحكام العرفية.

لقد صبرت شعوبنا عليكم منذ عهد الاستقلال ومنذ أن قدَّم لكم المستعمر الحكم على طبق من ذهب قبل قرن تقريباً، صَبَرَت عليكم وأنتم تحكمونها بالظلم والفساد والاستبداد والديكتاتورية بل وبالخيانة... صَبَرَت عليكم وأنتم تحكمونهها بقانون الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم العسكرية ، ملأتم السجون ، عذبتم الأحرار ، جلدتم الأبشار ، وشردتم خيرة أبنائنا وعلمائنا الأبرار، وقد استعنتم بالعسكر وقوة السلاح ...

هلا صبرتم أيها المجرمون السفاحون لسنة واحدة أو أكثر لتعيش شعوبنا حكم من اختاروهم بحريتهم وملء إرادتهم ويعيشوا في ظلهم أحراراً آمنين مطمئنين.

 

إنكم علمانيون (ولكن من غير أن تلتزموا بعلمانية الغرب وثقافته السياسة) حيث إنكم لا تؤمنون بدين ولا قيم ولا أخلاق ولا مُثُل وصدقالشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى حين قال : (من لا دين له، فلا شرف عنده، ولا أمانة لديه، ولا خلق، ولا وطنية)... بل لقد وصفكم الله وهو أصدق القائلين والأعلم بكم وبما تكيدون وبما تتآمرون : [ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ] {البقرة:74}  .

هل السلاح الذي لديكم والذي اشترته الشعوب من دم قلبها، وعرق جبينها، وعلى حساب لقمة عيشها، والذي وُضِع بأيديكم أمانة لتدافعوا عن شرف الوطن، وسلامة أرضه، وصيانة أمنه، لكنه لم يفوضكم باستعماله لتذبحوا شعبكم الأعزال، ولا لتدوسوا على كرامته، ولا لتجهزوا على آماله ، ولا لتفرضوا عليه إملاءات إسرائيل والدول الكبرى، أين عهدكم؟! أين أمانتكم؟! أين قَسَمكم؟! أيها الخونة المتوحشون، حين وجهتم هذه الأسلحة الفتاكة المدمرة إلى صدور هذا الشعب مِن فوقه، ومن تحته، ومن أمامه، ومن ورائه، تسفكون دمه، وتقتلون أحراره، وتذبحون أطفاله، وتدمرون مدنه ومساجده، وتغيِّبون تاريخه وحضارته، وكل ما تركه لنا الأجداد من أمجاد وذكريات، وأخيراً تغتالون وجوده وحريته ومستقبله.

وأخيراً فعلتها أيها المجرم الأثيم بشار!! ألم تكفك الطائرات والدبابات والصواريخ  والبراميل المتفجرة... حتى عمدت إلى السلاح الكيماوي تقتل فيه أهلنا في الغوطة الشرقية وتحصد في لحظة واحدة قرابة ألفي  شهيد، وآلاف المصابين... من أي طينة أنت أيها المجرم اللعين؟! مستحيل أن يفعل هذا سوري وُلِد من ظهر حر شريف.

ولعله من أجل هذا تبنتك إيران المجوسية وتبناك حزب الشيطان وكل الرافضة ويدعمونك بالمال والرجال والسلاح لقتل الشعب السوري الحر الأبي.

قتلك الله وأخزاك أيها السفاح الأثيم!!.

وستبوء أنت وطائفتك وحزبك وشيعتك وإيران وعراق المالكي ، وروسيا والصين ستبوءون بهذا العار الأثيم أبد الدهر ، عار قتل نساء الشعب السوري وأطفاله وأحراره بالسلاح الكيماوي المحرم دولياً.

اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم اذلهم وافضح خيانتهم واخضد شوكتهم وسلم البلاد والعباد منهم يا رب العالمين انتقم منهم يا جبار السموات والأرض إنهم لا يعجزونك.