اثنا عشر عاما على حوادث 11 أيلول 2001

اثنا عشر عاما على حوادث 11 أيلول 2001

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏11‏/09‏/13/ منذ مثل هذا اليوم 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 والانسانية تعيش في أجواء يشوبها التفاؤل امكانية العيش بسلام وتشاؤم باحتمال وقوع حروب دموية بين الثقافات وذلك عندما أقدم شباب على صدم مركز التجارة الدولي بنيويورك بطائرتين مختطفتين وقصف وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون / بعملية انتحارية على متن طائرة مخطوفة ايضا اضافة الى خطف طائرات اخرى ، ذلك اليوم الذي راح ضحيته اكثر من ثلاثة آلاف شخص لأسباب معروفة وغير معروفة لا يزال الذين وقفوا وراءها غير معروفين بالرغم من اتهام الادارة الامريكية تنظيم ما يُطلق عليه بالقاعدة . فوزيرة الخارجية الامريكية السابق كونتسيلا رايس أكدت بمقابلة أجرتها معها مجلة / شبيغل/ عندما كانت مستشارة الامن القومي للرئيس الامريكي السيء الصيت جورج بوش / الابن / بأنه عندما صدمت الطائرة الاولى مركز التجارة قالت انه حادث عابر فقد تعرض المركز المذكور لاصطدام طائرات به ولكن عندما صدمت الطائرة الثانية المركز بعد لحظات أعلنت وقوف تنظيم القاعدة  وراءه لانه لا يوجد من يعادي امريكا في ذلك الوقت غير القاعدة كما أكد وقتها وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي  استبعاده وقوف القاعدة وراء ذلك الحادث الا انه رأى اتهام تنظيم القاعدة اجماع لدوائر المخابرات الدولية والادارة الامريكية وغيرها ولذلك فلا بد بقاء القاعدة وراء ذلك العمل  الاجرامي . ووقوف القاعدة وراء ذلك الحادث  يبقى موضع تشكيك اذ تؤكد تقارير بأن  التسعة عشر شابا الذين كانوا على متن احدى الطائرتين كانوا مربوطي الايدي والارجل مكمومة افواههم وطائرتهم بدون طيار فلا يعقل ان يقدم شخص على الانتحار ويقوم بربط نفسه .

ومفهوم الارهاب لا يزال موضع تنازع ، فأستاذ مادة العلوم السياسية في جامعة ايرلانجن الواقعة بولاية بايرن / جنوب /  ريشارد فون شفارتسيه يرى بأن للارهاب تاريخ طويل مع بداية الانسانية وذلك لتحقيق جماعة ما هدفها السياسي والاجتماعي  باثارة الخوف لدى المواطنين  بينما  تعتقد  استاذة معهد العلوم الاجتماعية في جامعة هومبولدت البرلينية  ايدلتراود مولر الارهابيون يعانون من أمراض نفسية في مقدمتهم فشلهم بالتأقلم مع المجتمع ويسعون  باعمال يرتكبونها ضد الابرياء كسب ملاحظة العالم لهم ، ويؤكد وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية لودجر فولمر  الذي شغل هذه الحقيبة بين عامي 1998 و2002 زمن حكومة سابقة للمستشار الالماني جيرهارد شرودر بمحاضرة القاها يوم الثلاثاء 10 أيلول/ سبتمبر  ان الارهاب مهما  كانت اهدافه سياسية وغيرها يبقى اجراما وسببه الرئيسي فقدان العدالة الاجتماعية والظلم الذي تعاني شعوب كثيرة بالعالم منه فالشعب السوري الذي يعاني من أعتى نظام في العالم وأكثره إجراما يمكن أن يرغم العالم باعمال ارهابية يقوم بها مؤيدون له لارغام العالم الذي يتقاعس عن نصرته للوقوف الى جانبه بجدية  وحكومات العالم تتحمل مسئولية الارهاب لانها وراء قيامه . وترى استاذة علوم الاسلام والعربية في جامعة برلين الحرة جودرون كريمر ان الاسلام يرفض الارهاب الذي يستهدف الابرياء بدون سبب فقتل انسان بدون سبب كما يؤكد  القرآن الكريم / من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا /  الا انه يجب على العالم وضع حد للارهاب الذي مصدره فقدان العدالة الاجتماعية وحب السيطرة .

حوادث 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 كان لها فوائد كما كانت لها اضرارا فمن فوائدها  عرف المسلمون اعداؤهم بشكل جلي فالرئيس الامريكي السابق بوش هدد بغزو العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه تكون اول طلائع جيوش الامريكان في كابول وآخرها بواشنطن  وكان وراء ظهور العداء للاسلام الى العلن بعد ان بقي متخفيا اثناء الحرب الباردة بين الراسمالية والشيوعية  كما أثبتت انتفاضات بعض الشعوب العربية المعروفة بـ / الربيع العربي / فشل سياسة بوش الذي كان يريد إرغام الدول الاسلامية والعربية ارساء الحريات فيها فالحريات تأتي طواعية وبإرادة داخلية وليست إكراها .

حوادث 11 ايلول/ سبتمبر 2001 أثبتت تنبؤات سياسيين بان المستقبل للاسلام بالرغم  من العوائق التي تحول دون ذلك فقائد حلف شمال الاطلسي / الناتو / سابقا جون كالفين اعلن عام 1988 انتصار الغرب / الناتو / على الشرق / حلف وارسو / مؤكدا عودة النزاع الدفين والتقليدي بين الاسلام والمسيحية من جديد والنصر للاسلام ولما قيل له ان المسلمين وخاصة العرب منهم  يتنازعون ويقاتلون بعضهم بعضا لأسباب تافهة أعلن انه سيأتي اليوم الذي يتضامنون مع بعضهم البعض  ويشمرون عن سواعدهم لمواجهة الغرب ، بينما أعلن المفكر الامريكي صموئيل هونينغتون بمعهد الفريد هيرهاوزين في فرانكفورت عام 1995 الى احتمال قيام حرب بين الثقافات يكون الاسلام فيها المنتصر وأكد على وقوع تلك الحرب عقب حوادث 11 ايلول/سبتمبر وبالتحديد في شهر تشرين أول/اكتوبر ببيت ثقافات العالم بالعاصمة برلين ان الحرب بين الثقافات قد اندلعت .

وللحيلولة دون وقوع هذه الحرب ساهم حكماء العالم من المسلمين وغيرهم وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإنشاء مركز دولي للحوار بين الاديان كما دعا لمؤتمرات لمثل هذا الحوار في اسبانيا وبمبنى منظمة الامم المتحدة .

الا أن حوادث 11 أيلول/ سبتمبر لم تخرج نتائجها بعد والأيام مليئة بالمفاجئات .