تساؤلات حول حركة تمرد؟.

د. عمر اسكندر

حركة تمرد ليست موجودة على أرض الواقع، بل ما يشكلها هو تعامل الإعلام مع ما يسمى " حركة تمرد "، أو استغلال الإعلام لاسمها، فهي ليست سوى حركة إعلامية.

فعادة يأتي التساؤل بخصوص أية حركة سياسية، ما هي مبادئها، ما هي قيمها، ما هي أهدافها التي تريد تحقيقها..

وتكون الحركة عبارة عن أشخاص عدة، ثم تكبر وتمتد ويصبح لها أتباع ومنتمون، يؤمنون بالفكر والمبادئ التي تحملها، ويسعون لتحقيق أهدافها.

وإذا حاولنا أن نطبق هذا الأمر على حركة تمرد المصرية لن نجد أياً منه قد تحقق.. ففكرة الحركة عبارة عن ورقة تحاول أن تجعل الناس توقع على إسقاط مرسي... وانتهى الموضوع.

وسوف نفترض أن من وقع على الورقة هم ملايين، كما تدعي الحركة، لكن، هم وقعوا على أمر محدد وهو التجمع في ميدان التحرير بتاريخ ما من أجل الضغط لإسقاط مرسي.

وبهذا انتهت صلاحية هذه الحركة.... بمعنى لا يمكن أن تكون حركة تمرد لديها شرعية الكلام والحديث بلسان الملايين، فهذا كلام فارغ.

فالناس لم تنتمي إلى حركة تمرد، وحركة تمرد ليس فيها قيادات، وليس لديها مبادئ ولا فكر ولا أية غاية محترمة لبناء المجتمع...

حركة تمرد مجرد أداة فقط لتحقيق هدف ما، في النهاية هو إسقاط، هو ممارسة الضغط في قضية محددة.

وهذا ينطلق من اسمها، فهي تمرد... وفي الحقيقة أن هذه الحركة في النهاية هي حركات تخريبية، وليس لديها لا تصور ولا رؤية للمجتمع...

لقد تبين بشكل قاطع أن من لديه فقط فكرة لإسقاط ما هو موجود دون أن يكون لديه فكرة للبناء، فهذا لن يخدم المجتمع، وهذا سيؤدي به إلى أن يكون دائماً متمرد، وفي النهاية مخرباً، ويجب الخلاص منه، لأنه يريد إفشال كل شيء وإسقاط كل شيء...

فهل ستبقى حركة تمرد ضد الرئيس مرسي المعزول؟. كيف ستتمرد عليه وهو أصلاً غير موجود... وإلى متى ستتمرد عليه، في مسرحية التمرد وتمثيليتها...

وهل ستتمرد على من هم موجودون في السلطة الآن؟. أم أنه سيكون تمرداً فقط ضد الإسلاميين؟.

لا شك أنها حاولت استغلال حاجات الناس البسيطة لتدفعهم ليلعبوا دور سياسي معين مرسوم من قبل جهات أخرى، لكن ستقع في مشكلة كبرى، عندما ترى الناس أن الحكم الجديد لم يحقق تلك الحاجات البسيطة... وهذه الحركة ستكون مشكلة في حاضر مصر، فلا بد لها دائماً من أن تضع هدفاً تتمرد عليه، أو بالأحرى تعتدي عليه وتتجاوز كل الحدود، لكي تستمر في وجودها... لكن، الوقت ليس لصالحها، فهي لا تحمل مبادئ ولا فكر ولا غايات واضحة، وليس لديها أتباع حقيقيون، وسيتبين مع الوقت حقيقة أنها ليست سوى حركة تخريبية، وأداة في يد تلك الجهات التي لا تريد الخير للوطن ولا تريد المصلحة العامة...