تصريحات للإبراهيمي / صحّ النوم

عبد الله عيسى السلامة

عبد الله عيسى السلامة

[email protected]

كشف المبعوث الدولي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي صعوبة المهمة التي كلف بها، مشيرا إلى أن عدم تعاون أطراف الأزمة معه كان أهم العوامل التي أدت إلى فشل مهمته، وهو ما دعاه في وقت سابق إلى الاعتذار للشعب السوري.

وأكد الإبراهيمي، في حديث إلى صحيفة “الوطن” السعودية، أن بشار الأسد أراد خداع العالم وإيهامه بأن البديل الوحيد لنظامه هو الإرهاب، من خلال استدراج تنظيم “داعش” إلى محافظة الرقة السورية، وفتح الباب أمامه لارتكاب كثير من الفظائع، حتى يدفع المجتمع الدولي إلى دعمه لمواجهة الإرهاب، أو على الأقل الكف عن محاربته وتضييق الخناق عليه.

وأكد المبعوث الدولي أن النظام السوري خسر الكثير، حتى داخل البيئة الحاضنة له جراء استمرار أمد الأزمة والخراب الكبير الذي لحق بالبلاد، مشيرا إلى عدم وجود وجه مقارنة بين نظام الأسد ونظامَي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونظيره التونسي زين العابدين بن علي، لأن النظام السوري قائم على أسس أيديولوجية وعقائدية، كما أنه يتمتع بدعم عسكري واقتصادي قوي توفره له إيران وروسيا. إضافة إلى وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الطائفيين.

وأرسل الإبراهيمي رسالة تحذير إلى العالم من خطورة ما يجري في سوريا، مؤكدا أن النار التي يحترق بها الشعب السوري لن تقتصر عليه وحده، بل ستمتد آثارها– لو استمر التجاهل الدولي الحالي– إلى كثير من دول المنطقة، مشيرا إلى وجود أكثر من 3 ملايين لاجئ في دور الجوار: لبنان، والأردن، وتركيا، إضافة إلى ما جلبته للمنطقة من عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين تدفقوا للقتال إلى جانب تنظيم “داعش” وتنظيم “جبهة النصرة”.

كما قطع بوجود دور علني واضح تقوم به إيران لتأجيج الأزمة في سوريا والعراق، مؤكدا أن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني له دور بارز في استمرار الأزمة السياسية في البلدين. وأن كل الميليشيات العراقية لها ارتباط وثيق الصلة بإيران، وإن الجنرال سليماني هو الشخص المنتدب للتعامل معها، لافتاً إلى أن النفوذ الإيراني في العراق يفوق بكثير النفوذ الأميركي، وفي سوريا أكبر من روسيا، محذرا مما وصفه بـ”صوملة سوريا”، عبر فتح الباب أمام جماعات متطرفة لخلق رؤية للرأي العام بأن ما تشهده سوريا إرهاب، وليس ثورة شعب ضد نظام قمعي.

ورداً على كلام المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي قال إن الأخضر الإبراهيمي تدخل في الشأن السوري الداخلي، قال الإبراهيمي: مع أنه ديبلوماسي عمل باستماتة للدفاع عن النظام في بلاده إلا أن حديثه هذا فارغ، وكلامه لا يستحق الرد أو التعليق بأكثر مما قلت.

وحمل الإبراهيمي بشدة على الولايات المتحدة محملا إياها مسؤولية ما يحدث في العراق حاليا، قائلا إن الغزو الأميركي لبغداد كان خطأ وجريمة وظلما شديدا للعراقيين. وأضاف أن ظهور تنظيم “داعش” هو إحدى ثمار الممارسات الخاطئة التي ارتكبتها القوات الأميركية أثناء احتلالها العراق، ما أوجد بيئة موائمة لظهور التطرف في المنطقة.