فجعة" ما قبل رمضان، و"فاجعة مصر"..!!

فجعة" ما قبل رمضان، و"فاجعة مصر"..!!

هنادي نصر الله

[email protected]

مراسلة قناة القدس الفضائية في غزة

صباح اليوم الأخير قبل استقبالنا لشهر رمضان المبارك؛ اجتمعنا في قاعة التحرير والمراسلين في مكتبِ قناة القدس الفضائية، نتحدثُ عن " فجعة " هذا اليوم، هل سنأكل كثيرًا؟ ضحكنا ونحن نُعرج على همومنا اليومية التي لا تخلو من التناقضات الكبيرة، كلٌ منا سرد ما حدث معه بالأمس القريب؛ مولات غزة والأسواق الشعبية كانت تعجُ بالمشترين، ورغم غلاء الأسعار كان الكثير من المتفرجين.. قال بعضُ الزملاء، آخرون اشتكوا من كثرة أعداد المصطافين على شاطئ بحر غزة، مقابل عجز أصحاب الاستراحات عن توفير خيام بكراسي وطاولات مجهزة....

حديثُ الزملاء عن " فجعة ما قبل رمضان" سُرعان ما تحول إلى حدثٍ يفرضُ نفسه على الساحةِ الدولية والعربية وليس فقط الفلسطينية.. إنها " فاجعة مصر" التي تتعرضُ لأبشعِ مؤامرةٍ لا تستهدفُ الشرعية والديمقراطية بقدرِ ما تستهدفُ تقليص المشروع الإسلامي، ووأد تطلعات الإسلاميين في السيادة والحكم..

أكثر ما ضايق زملائي المراسلين محمد، صالح، خالد بيان نُسب إلى ما يُسمى باتحاد الإعلاميين الفلسطينيين يتبرأ من قناة القدس، ويقول إنها لا تمتُ بصلةٍ لفلسطين.. سبحان الله، ربما جاءت قناة القدس بمراسليها من كوكبِ زهرة، أو عطارد، أو المريخ، أو بلوتو..، جاءت بهم من هذه الكواكب البعيدة ليستقروا في غزة...!!!

بمرارةٍ تجاذبنا أطراف الحديث، وقُلنا باستنكارٍ كبير لو أن القدس غير فلسطينية، ونحنُ مراسلوها لا نمتُ بصلةٍ لفلسطين، لكُنا كما كل مراسلي العالم في مصر ننقل الأحداث في ميدان رابعة العدوية، لو أننا غير فلسطينيين لفُتح معبر رفح استثنائيًا لخروجنا من قبر الحصار، لحملتنا بطاقات الشخصيات إلى حيث نشتهي ونريد...!

من لا يصمد في وجه المؤامرات، ومن لا يتبنى موقفًا ثوريًا في اللحظةِ العصيبة؛ هو ليس بإعلامي وليس بصحفي، هو بوق إعلامي يُشترى ويُباع بالمال...

من لا يستعد للتضحيةِ بروحه لأجل الفكرةِ الساميةِ والأهم لأجل دينه، لا يستحق أن يكون إنسان، فكيف يُوصف بصحفي أو بفارسٍ من فرسان مهنة المتاعب..

في زحمةِ حديثنا عن " فجعة ما قبل رمضان" و " فاجعة مصر" سألتُ زملائي" لو عُرض عليكم الآن أن تذهبوا إلى ميدان رابعة العدوية لتغطية الأحداث؛ أتذهبون أم تترددون؟؟ كُلهم قالوا بصوتٍ واحد" نذهب" ..

قلت ليتنا نذهب بالتناوب، كل واحدٍ منا يتولى المهمة ثلاثة أيام، ويعود ويذهب آخر...فمن يخشى المنون إنسانٌ لم يُدرك بعد قيمة الحياة، ونكهة التحلي بأصدق مشاعر الإنسانية، لم يقتنع بعد بأن من يطلب الموت تُوهب له الحياة...

إلى كل من يُزاود على القدس ومهنيتها وفرسانها وعامليها، إلى كل من يُشكك في وطنيتها، القدس في العيون نفنى ولا تهون، ومصر قلب الأمةِ لأجلها ترخص المهج؛ فمصر ليست للمصريين، كما فلسطين ليست للفلسطينيين، وكما أي بلدٍ عربي، كما سوريا ليست للسوريين، كما لبنان ليست للبنانيين، كما العراق ليست للعراقيين، كما ليبيا ليست للليبيين.. فكل بلدٍ عربي هو ملكٌ للعرب كل العرب..

ألم نغني وننشد منذ كنا صغارًا " بلاد العرب أوطاني وكل العرب إخواني" سنبقى نقول " معًا من أجل مصر وعروبتها وإسلاميتها" نعم من أجل عودة الشرعية لها... ولا لكل من لا يروق لهم الحقيقة... فالحقيقة ستبقى ناصعة البياض، لا تُغطى بغربال المنافقين والمدسوسين ومن يُشترون بالمال.