شيء عن الكتلة الوطنية الديمقراطي السورية..

شيء عن الكتلة الوطنية الديمقراطي السورية..

وجهة نظر خاصة

عقاب يحيى

حين جرى التفكير بإنشاء الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية.. كان الهدف يتجاوز أمرين : ألا تكون مشابهة لعديد التنظيمات التي ولّتها الثورة، بوضعها لآفاق قادمة تتناول مرحلة ما بعد سقوط النظام وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، وبما يعني وضع رؤية سياسية واضحة، وبرنامج عمل مرحلي، واستراتيجيي..

والثاني يتعلق بالمواقف الوطنية المتميزة التي ترتكز على الأسس التالية :

ـ انتهاج خط التوحيد في العمل المعارض سياسة دائمة، بغض النظر عن التمايزات والتباينات بين القوى الملتقية على أرضية مشابهة، أو المتعارضة، واعتماد الحوار طريقاً، وتدعيم الإيجابي، ورفض الدخول في المهاترات والمساجلات ..

ـ التمسك بشعارات الوحدة الوطنية، والقرار المستقل، وهوية البلاد ، والديمقراطية التعددية، والنضال السلمي طريقاً للتنافس الذي تقرر نتائجه صناديق الاقتراع ..

ـ رفض الدخول في بازارات الاستعراضات للمشاركة في الهيئات السياسية : المجلس الوطني، أو الإئتلاف. ورغم مشاركتنا الجزئية في المجلس الوطني، وتقديم العديد من الدراسات التحليلية والنقدية لوضعه، ومحاولات إصلاحه، إلا أننا لم ننخرط كلية فيه، ولم نطالب بحصة على غرار الآخرين، والأمر نفسه ينسحب على الإئتلاف الذي نشارك فيه بعضو واحد، ومحاولات قيامنا بدور واضح فيه لمأسسته، وتفعيله، وتكريس رؤية سياسية واضحة له، وتفعيل عمله ليكون بحق ممثلاً للشعب والثورة ..

ـ ورغم ضعف الإمكانات المالية ودورها الكبير في عدم إنجاز العديد من المهام والمشاريع.. غلا أننا قمنا ونقوم بجهود ملموسة في أعمال ىالإغاثة، وغن اتخذت طابعاً عاما، وفردياً أحياناً، وفي دعم بعض المشاريع الصغيرة حيث تمكنا ىمن ةتوفير غطاء مالي بسيط، كمشروع التعليم في المخيماتـ وغيرها من مشاريع صغيرة .

ـ الاهتمام بجيل الشباب والداخل على الخصوص، وما تعرفه الكتلة من توسعات في الداخل السوري يستلزم مزيد الدعم، والتفعيل..

ـ الوضوح في الخط السياسي والمواقف المعلنة عبر الالتزام الكامل بجوهر الثورة وأهدافها ، والعمل على دعم الجيش الحر على قاعدة توحيده، وضبط آليات عمله، وتنشيط الحراك السلمي، وتبني المبادرات السياسية التي من شأنها أن ىتضع حداً لمأساة شعبنا، وان تؤمن الانتقال إلى النظام الديمقراطي، على اساس وشرط وثائق القاهرة التي أسهمت الكتلة بفعالية في لجنتها التحضيرية ومؤتمر القاهرة للمعارضة، خاصة ما يتعلق بشرط تنحي رأس النظام وكبار رموزه، وتحويل المتورطين بالقتل إلى المحاكم ... مدخلاً لمفاوضات الانتقال إلى الديمقراطية وفق مفاصل واضحة أسهمت الكتلة في وضع ما تراه مناسب فيها.. وهو الأمر الذي يشكل أرضية موقفنا من مؤتمر جنيف، وأهمية وجود  وفد واحد للمعارضة متفق على القواسم المشتركة.. وذلك بعد دراسة خلفيات ومضامين مؤتمر جنيف، تحديد آجال التحقيق، وجملة من البنود التي تشكل خريطة طريقه .

ـ الكتلة والثورة تمر بمرحلة مفصلية.. تحاول النهوض بما تقدر عليه من مهام في جميع الميادين، والتركيز على الداخل، وما يمكن أن يُبذل فيه من عمل.. آملة من جميع ىأعضائها واصدقائها التعاون والانخراط فيما يضعنا جميعا بموقع الإسهام في معركة شعبنا المصيرية، وفي توفير أسباب الانتصار، وإنهاء نظام الفئوية والاستبداد والدمار.. وهي ترى أن الدفع باتجاه التصعيد المذهبي إنما يشكل تطوراً حطيراً من شأنه أن يطحن بلادنا، ويحرف جوهر الثورة.. ذلك بغض النظر، مع إدراك واع لجرائم النظام ومخططه في الدفع نحو هذا الاتجاه، وما يقوم به من عمليات طائفية تصل إلى مرتبة التطهير المذهبي، ودخول إيران العلني وحزب الله، وغيرهما.. وما يمثله ذلك من منعرج خطير..

وهي ترى أن التمسك بالوحدة الوطنية، ووحدة البلاد الجغرافية، وقرارها المستقل إنما هو جوهر الثورة ومبرر وجودها، وغاية انتصارها ..