حديث في الأحزاب الكندية

محمد زهير الخطيب/ كندا

[email protected]

ينقسم الجسم السياسي في كندا إلى ثلاثة مستويات، مستوى الدولة (فيدرالي Federal ) ومستوى المقاطعة (Provincial)، ومستوى المدينة (Municipal). ويغطي كل مستوى مجالات مختلفة عن المستويات الاخرى.

المستوى الفيدرالي يغطي مثلا العلاقات الدولية وامور الدفاع والضرائب الفيدرالية والميزانية العامة للدولة ...

ومستوى المقاطعة يغطي التعليم والصحة وضرائب المقاطعة....

ومستوى المدينة يغطي العمران والابنية والشوارع والنظافة وضرائب المساكن...

وللمستوى الفيدرالي احزابه المتنوعة مثل المحافظ، والليبرالي، والديمقراطيين الجدد...

ولمستوى المقاطعة  احزابه المتنوعة مثل المحافظ، والليبرالي، والديمقراطيين الجدد...

والاحزاب الفيدرالية غير احزاب المقاطعات ولو تشابهت الاسماء، ولا يغني الانتساب في حزب فيدرالي مثلا عن الانتساب لحزب في المقاطعة، ولا يجوز الجمع بين عضوية حزبين فيدراليين ولا يجوز الجمع بين عضوية حزبين في المقاطعة، ويجوز الجمع بين حزب فيدرالي وحزب في المقاطعة ان لم يكن مطلوبا..

ويجوز ان يكون الشخص عضوا في حزب فيدرالي من نوع ما، ويكون عضوا في حزب من المقاطعة من نوع آخر، اي ليبرالي في الفيدرالي ومحافظ في المقاطعة مثلا...

اما مستوى المدينة الذي فيه المحافظ والمستشارين (الكاونسلرز) فانه لا يقوم على الاحزاب بل على اشخاص مستقلين يتم انتخابهم لاشخاصهم وسمعتهم وليس لانتمائهم الحزبي...

نجاح المرشيحن في المستوى الفيدرالي والمقاطعي يعتمد كثيرا على قوة الحزب، بينما في مستوى المدينة يعتمد على قوة الشخص المرشح شخصيا...

عدد سكان كندا 33 مليون وفيها مليون مسلم، وعدد اعضاء البرلمان الفيدرالي اكثر من 300 عضو بقليل... وعليه فان المسلمين يستحقون عشرة نواب نظريا بحسب نسبتهم، ولكنهم عمليا ليس لديهم اي عضو للاسف، ولهذا من المناسب في المرحلة القادمة أن يساهم الكنديون وخاصة المسلمون منهم لايصال بعض المسلمين الى البرلمان كنوع من التوازن والتمثيل الاجتماعي... علما بان عدد اليهود في كندا قرابة اربعمائة الف ولديهم ثمانية او تسعة اعضاء في البرلمان الفيدرالي...

في مدينة ميسيساجا باونتاريو تزدحم اكبر نسبة للمسلمين في كندا حيث تترواح نسبتهم من 10-15 بالمائة ، وفي بعض المدارس تجد طالبا مسلما من كل خمسة طلاب، وفي بعض المستشفيات تجد مولودا مسلما من كل اربعة مواليد جدد...

يحظى الاستاذ عمر الغبرا عضو البرلمان السابق، ومرشح الحزب الليبرالي عن دائرة "مركز ميسيساجا" بفرصة كبيرة للنجاح ليعود الى البرلمان القادم في الانتخابات الفيدرالية القادمة التي موعدها اكتوبر وخاصة إذا عاد الحزب الليبرالي للنجاح في ميسيساجا كعادته تاريخيا... وكذلك هناك الشابة "إقرأ خالد" التي تمثل الحزب الليبرالي في دائرة "ارين ميلز"، وهي من الطاقات الشابة والدماء الجديدة التي يتوقع لها دخولا سلسا إلى الحياة السياسية كنائبة لدائرة ارين ميلز...

وإشارة إلى انزعاج كثير من المسلمين من طروحات الحزب الليبرالي في اونتاريو بخصوص مناهج التدريس ومحاولة تطبيع قضايا "المثلية الجنسية" فيجب الانتباه ان هذا الطرح يخص الحزب الليبرالي للمقاطعة المعني بالتعليم والمدارس، ويجب مراجعة اعضاء البرلمان في مقاطعة اونتاريو وليس اعضاء البرلمان الفيدرالي,,, 
والذين يتحمسون للتحول لحزب "الديمقراطيون الجدد" نذكرهم بان موقف الديمقراطيين الجدد في مسألة "المثلية الجنسية" يشابه موقف الليبراليين، بل هم سباقون إلى هذا الامر وكانوا يستعجلون تطبيق هذه المناهج!!!، أما الذين يظنون الحل عند المحافظين فقد يكون هذا صحيحا في قضية المثليين، ولكن عندما تطرح قضايا الحجاب والنقاب مثلا فموقفهم هو الاسوأ!!! ...

وعليه فالنصح أن لا يتسرع الناس في التعميم واجتراح حلول مبتورة كردود افعال، انما يعالجوا الامور ويحددوا الخيارات بالنقاط، فيعطوا للمسائل المهمة برأيهم نقاطا ثم يقيموا أداء هذه الاحزاب بالقلم والورقة وبمساعد أهل الخبرة وليس بالعواطف ومهاترت الفيسبوك والواتساب، فما هكذا تورد الابل...

هذه فكرة عامة ومناقشة سريعة لهذا الموضوع والمعلومات التي اوردتها قد تكون غير دقيقة انما هي تقريبية لوضع تصور قريب من الواقع لكي لا نتسرع باتخاذ قرارات نندم عليها...

بكل الاحوال، الحراك السياسي والنقد والمتابعة وتجميع القوى شيء ممتاز وخاصة للذين تعودوا ان لا يشاركوا ويظنون انه لا فائدة من حراكهم ونشاطهم، بل هناك فائدة كبيرة ونجاح تراكمي للناشطين المثابرين... 
ونراكم قريبا عند صناديق الانتخاب في اكتوبر... أليس اكتوبر بقريب؟!!!