دواؤهم عند اللقاء... بيانُ

دواؤهم عند اللقاء... بيانُ

سالم الزائدي

[email protected]

ويبقى لدينا الأمل إذا ما ارتقينـا الجبل، ويبقى الأمل متى استنار القلبُ وسلمت الحياةُ من تعقيد الخيال الفاسد، ويبقى الأمل متى استنار نجمُ نمير البيان بين الظلام.

في بلدانٍ فسدَ فيها الهواء وتعطلت فيها المشاعر وتيبست فيها الأحاسيس وتحول الناس فيها إلى أجلاف كعقل قُريش حنيئذٍ، تظهر علينا نجوم مضيئة متميزة تمثل الذوق والحس البياني الراقي ،   في شكل منتديات ومواقع.. وإن دعمها ورعايتها يوفر للمجتمع نبعا ًدفاقا ًمن التواصل المعرفي وذلك لما يتميز به القائمين عليها من إدراك وسعة أفق وإبداع يمكّنهم من الإسهام الفعال في إثراء المجتمع كلا ًفيما يتخصص.

نمير البيان حساب أدبي ثقافي .. عمره الزمني أربعة أشهرٍ وعشراً ، ذاعت سمعته وشهرته وكأنه أٌنشأَ من سنين ، القائمين عليه ، كأنهم الكواكب حدودها النور والصفاء ، في أيديهم طاقاتٍ من الزّنبق ، تراها عطرة ً بيضاء ناظرة ، وكأنما تحمل معاني قلوبهم الطاهرة ، هذه القلوب النيرة كمصابيح.. شعارها الرقي بالحرف والكلمة.

أميال وأميال من المسافات فيما بيننا .. لكنني عندما أحتاج عذوبة الحديث أنظم خواطري واحساسي وأغمض عيني وأكون في رحاب الفكر الأصيل، واقفاً متأملاً في بعض ملامح زهو الفكر التي تتميز بها تغريداته بوفرة وسخاء لكل ما يثري اللغة العربية والأدبية من الجديد والنافع، ومن تحابب الحروف وتعاشق الكلمات.

من هو ؟

هو نمير البيان من يصيبُ بألفاظه ودندنته واقع الشعور مثيراً بها مكامن الخيال آخذاً بوزنٍ تاركاً بوزنٍ... كأنه الإلهام في الأسلوب يُطالعُك في معانٍ وألفاظ، في جلالٍ وجمالٍ وفي صورٍ وألوان.

نمر البيان من أزاح الغبار عن اللغة وعلا بها إلى أسمى مراتبها وزادَ على منفعة الحياة لذة الحياة فباتَ بذلك ولذلك ثراءٌ يُرى ويؤثر ويُعشق.. فإن لم يكن نمير البيان فلا تنتظر الأدب، وإذا لم يكن النجمُ في نمير البيان فلا تنتظر الشُعاع، واذا لم تكن شجرةٌ الوردِ التي نحب فلا ننتظر الورد.

من هو؟

هو حقيبة القلبُ والعقلُ فيه يتجلى عشق الحرف والبيان.. هو سماء سطعت فيها الكواكب وتلألأت هو الجميل والبديع الذي يأسرك فتسكن إليه.. هو المنطقة الساحرة الخلابة التى تروي عطش الإبداع .. نمير البيان جمالٌ فى التعبير وفي الفكر الذي يقوم عليه .. والخير فى الغرض الذي يُـساق له.

أميلُ إليه لأنه يُشيعُ حوله قوة جذبٍ من مغناطيس الثروة والمكانة، ليس الوحيد فى ساحة الحرف أو المتفرد، ولكنه واحدٌ من أفضل وأغنى المنتديات في حكم الكلمة التي يقولها لأنها فى حد ذاتها ثراءٌ فكريٌ غنيٌ لمن يحكم بصدق ويتطلع إلى التميز والإبداع.

من هو ؟

نمير البيان فيه الدلالة والصدق والشهادة، صفحة ذهبية لمن يعشق الحرف العربي، يُنشأُ فينا بثقافته كونا ًصغيرا ًمن أكوان المعرفة ، فنعم المداد والعطاء والتواصل هو، يجري دأباً ، يُوثق الصلة بمن حوله، فإذا قيل الأدب فاعلم أنك برفقة نمير البيان .. وإذا دخلت صالونه فأعلم أنك فى محراب فواكه الضاد وفوائدها وجمالها وتنوعها. نمير البيان (منطقة حيادٍ) إذا سكنت فيها وعشقتها استروحت الخلد.. نمير البيان منطقة سحرية لا تكون إلا في أربعةٍ: حبيبٌ فاتنٌ معشوق أُعطي قوة سحر النّـفس فهي تنسى به، وصديقٌ محبوبٌ وفيٌ أوتيَ قوة جذب النفس فهي تأنسُ عنده، وقطعةٌ أدبيةٌ آخذةٌ فهي غذاءٌ للروح والعقل، ومنظرٌ فنيٌ رائعٌ فيه من كلّ شيءٍ شيء.

نمير البيان منبرٌ مخلصٌ لما له من عمق تأثره بوصف الحقائق ومعانيها يثبت لك يوما ًبعد يوم جمال الحضور واسهاب الفن البديع، يبرهن لك من خلال حروفه البيانية وتغريداته الإبداعية الشمول الذي لا حدّ له.

وفي حين تبقى كلُ حقيقةٍ كالإيمان والجمال والحب والخير في العطاء والحق في القول محتاجة إلى كتابةٍ جديدةٍ من أذهانٍ جديدةٍ ، ترى البيان يأتي من نميرها كما صور الربيع حُسناً وقوة أداء.

فطوبى لنا من نمير البيان وطوبى لنا من حقائب حبٍ مليئة بالجمال وطوبى لنا من حليٍ في الذوق والأناقة والإبداع..... وعطور المسك في ختامه

نزلت في كل نفس .. وتمشّت فى دماها

وبها الفن تجـــلى .. وبها العـلمُ تبـــاهى