هل شعوب منطقتنا غبية

أحمد الجمال الحموي

هل شعوب منطقتنا غبية

أحمد الجمال الحموي

يعبث أعداء أمتنا بمنطقتنا كما يحلو لهم بلا وازع من دين أو خلق وبالطريقة التي تخدم مصالحهم وتحقق مطامعهم التي لا حدود لها ولا قيود فهل هذه الشعوب غبية غافلة عما يفعل بها أعداؤها وما يمكرون. وهل هي راضية ما يصنع بها ويدبر لها من مؤامرات وقتل وتدمير؟

أقول وأنا من هذه المنطقة ولدت فيها أنا وأبي وجدي وجد جدي وكبرت , وترعرعت على ارضها وفي دولها. وعشت مع أهلها ولم أفارقهم ولم أبتعد عنهم, لذا أقول وأنا واثق مما أقوله انه لا يكفي في حق هذه الشعوب ان يقال انها ليست غبية فهذا تعبير ضعيف ينقص من قدرها ويحط من شأنها, بل أقول انها من أرقى شعوب الأرض وأكثرها حكمة ونباهة ووعيا وادراكا. والغبي حقا هو من يسيئ الظن فيها سواء أكان حاكما ام محكوما صغيرا ام كبيرا.

منذ ما يزيد على عشر سنوات وحتى الان لم يدر حديث بيني وبين انسان من هذه المنطقة مهما كانت ثقافته ومستواه العلمي الا تبين لي من خلال الحديث أنه مدرك لما يجري, عارف بالمؤامرة الخسيسة التي يحوكها الأعداء ويدبرونها لنا _ودع عنك الذين لا ينتمون لأمتنا الا بالاسم  _ولكم دارت بيني وبين أناس ربما ظنهم الاخرون بسطاء محدودي الثقافة أحاديث تتعلق بواقعنا فأظهروا فهما ووعيا دونه وعي كثير من السياسيين والمفكرين.

ان اول ما يواجهونك به عدم تصديق الاعلام الا ما رحم ربي _وهذا وحده ينم عن فهم عميق_ مؤكدين أنه اعلام كاذب مأجور يسيطر عليه اليهود أو أتباعهم ممن يدعون أنهم من هذه الأمة وما هم منها ولا هي منهم.

ومن وعي ناس منطقتنا أن كلا منهم يسأل دون تلعثم ما جدوى الكلام اذا كان ما نراه ونشاهده يكذب كل كلام ويدحضه. فنحن نرى على الارض ما يدمي القلوب ويفتت الصخور ويخالف كل الدعاوى والتصريحات والخطب مخالفة فجة. وما لم نر تغيرا جذريا على الأرض فاننا نعتقد أن أكثر الكلام كذب ودجل لن ننخدع به ولن ينطلي علينا بحال.

ان الذي يحدث في منطقتنا مؤامرة تستهدف الاسلام وتستهدف المسلمين وليس أحدهما فحسب ويعد هؤلاء الذين قد يظن أنهم بسطاء بنود المؤامرة عدا وهذا أبرزها:

1_يسخر الغربيون من نبينا وهذا وحده كاف وأكبر من كل شيء

2_يصنعون جماعات ومنظمات لتشويه ديننا وتأليب أهل الأرض علينا.

3_يعملون ويسعون على قدم وساق لابعاد المسلمين عن دينهم.

4_يريدون أن يصنعوا لنا دينا وأن يقدموا لنا اسلاما كما يحبون.

5_الاسلاميون عندهم ممنوعون بقوة السلاح من الحكم مهما كان الثمن.

6_مكان الاسلاميين هو السجون عند الرفق بهم والا فالقبور مثواهم.

7_يجب أن يكون الحكم في أكثر بلادنا بيد من يحمي اسرائيل ويحقق للغرب مطامعه وما يملى عليه.

8_يجب أن لا تكون الحكومات منبثقة عن ارادة الشعوب بل يجب ان تستخف الحكومات بالشعوب وارادتها وتعمل بما يضر مصالحها لتحظى بدعم الغرب والتمكين من الحكم.

9_اذا لم يتمكن أعداء الأمة من غربيين وأذنابهم من اسقاط الاسلاميين في الانتخابات بالرشوة والتزوير والتهديد والوعيد فلتذهب صناديق الاقتراع الى الجحيم ولتتقدم الجيوش الباسلة التي لم تطلق رصاصة على العدو لتسحق الشعب ومن اختارهم الشعب تحت شعارات كاذبة خادعة.

10_أما التنمية فهي ممنوعة ويجب أن نبقى أسواقا استهلاكية للسادة الغربيين.

11_الابداع والاختراع جريمة لا تغتفر وعلينا أن نحارب المبدع الى أن يخفق.ومصير من يصر على الاختراع والابتكار السجن او الاغتيال قضاءا وقدرا.

12_ويجب علينا أن يبيد بعضنا بعضا بحجج كثيرة اخرها محاربة الارهاب وعلينا أن ندفع تكاليف القتل والدمار .

13_ووحدة الأمة ممنوعة والتفرق والاختلاف مفروض يخطط له أبالسة الغرب وويل لمن لا يفهم اللعبة.

14_الرأي المعارض والكلمة الحرة الشريفة جريمة لا تغتفر,وسوق النفاق والكذب رائجة أيما رواج في كل مجال.

15_والفساد بصوره كلها السياسي والاعلامي والمالي والسلوكي تحرر مطلوب وانعتاق من القيود ومن يقف في طريق الفساد متخلف جاهل يريد ارجاع الأمة الى الوراء.

16_أما مجلس الأمن وما أدراك ما مجلس الأمن فما أسرع اتفاقه على كل أمر يضر أمتنا ويؤذيها. ولا يحتاج البحث والمناقشة لأكثر من يوم أو يومين ليصدر عنه القرار بالاجماع او شبه الاجماع. أما روسية فهي تتحدى العالم كله في لعبة مكشوفة تمنع صدور قرار يوقف السفاح النصيري عند حده.

17_وهاهو بشار يحرق السوريين بالكيماوي فلا قرار ولا توصية بل كأن العالم كله لا يرى ولا  يسمع. ولو أن عدة ما قتله بشار ومؤيدوه قططا قتلت لقامت قيامة جمعيات الرفق بالحيوان في أمريكا وأوروبا ولم تقعد.

18_وينساح السفلة من أتباع الفقيه الايراني في بلادنا انسياح الخنازير المنفلتة ويفعلون فيها أكثر مما فعله هولاكو وجنوده ثم نرى الغرب يفاوض ايران على برنامجها النووي بأسلوب الزاني الذي يحاور صديقته العاهرة بلطف ومداراة وقد رأى العالم قبل سنوات كيف أسرعت جحافل الصليب فضربت العراق ثم سلطت كلابها فأعدموا البطل صدام في يوم من أقدس ايام المسلمين ولم يمض سوى وقت يسير حتى تبين باعتراف قادتهم أن مزاعمهم التي أقدموا بسببها على احتلال العراق وتسليمه لايران كذب متعمد للوصول الى هدف يدمر الأمة.

وماذا بعد هذا؟ بعد هذا كله يذبحنا أعداؤنا حقيقة لا مجازا بالسكاكين ويحرقوننا بالنيران أفرادا وجماعات وليت العالم الذي يسمى حرا كان صامتا محايدا فحسب لكنه متآمر متلذذ بما ينزل بنا.

وهذه بعض المناطق والدول التي يذبح فيها المسلمون ويحرقون أو على الأقل يضطهدون ان كانوا محظوظين:

1_افريقيا الوسطى 2_ مالي 3_ نيجيريا 4_ تشاد 5_ الصومال 6_ ليبيا 7_ مصر 8_فلسطين 9_سوريا 10_ لبنان 11_ العراق 12_اليمن السعيد13_ أفغانستان 14_ميانمار 15_تايلاند 16_ الصين 17_ الفلبين 18_بنغلاديش 19_الشيشان.....

وليس شيء من هذا خافيا على شعوبنا وانما هو معروف ومفهوم. أفلا يدل هذا على فهم عميق ووعي مستنير وأن أمتنا ليست غبية انما الغبي من يعتقد أنها كذلك.

وما دامت شعوبنا واعية فأين المشكلة اذن؟؟ ان المشكلة في امور أذكر أبرزها:

1_ان أكثر شعوبنا مقهورة مكبلة بحكام فرضهم أعداؤنا وكانوا أشد عداوة للأمة وحربا عليها من الصليبيين وما ذاك الا ليبرهن أولئك الحكام للأعداء أنهم أجراء جديرون بالحماية والتأييد.

2_ليس لأمتنا مرجعية عليا موحدة. وبما أن أمتنا تثق بعلمائها وتنقاد لهم لذا لا ينفك الأعداء وأذنابهم عن تشويههم خشية التفاف الناس حولهم فتبرز المرجعية وتتوحد الكلمة وتسير الأمة الى العزة والمجد.

3_شغل الأعداء وأذنابهم من الحكام أبناء أمتنا بلقمة العيش فهم يلهثون وراءها ليل نهار فلا يبقى لديهم وقت لسياسة ولا لغيرها.

4_التفرقة والتمزق مفروضان على الأمة والوحدة جريمة محرمة تمس الأمن القومي.ومن المعروف أنه لا قوة الا بالايمان والوحدة.

وان عصرنا عصر القوة الفاجرة التي لا تعرف المبادئ والقيم. وسنبقى مسحوقين ما لم نملك القوة التي ندفع بها عن أنفسنا.

اذن الضعف مفروض علينا وليس من طبعنا ولا من صنعنا, وسوف يرى أعداؤنا بأسنا لو ملكنا حريتنا واستطعنا أن نختار طريقنا وحكامنا وهذا ما يخشاه أعداؤنا ويعملون ليل نهار على دفعه ومنع وقوعه.لكن سنن الله غالبة, ولا بد لأمتنا من عودة لتحقيق بشارات أخبرنا بها الصادق المصدوق وهي لما تتحقق بعد ولا بد أن تتحقق باذن الله.

اني ارى نصب عيني قوله تعالى (ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون) وأخيرا ما أغبى الأعداء وأذنابهم الذين لا يفهمون قوة السنن الالهية وغلبتها. وما الذي ينتظره الأعداء منا بعد الذي يفعلونه. هل يتوقعون أن نكون حملانا وديعة. انه لمن الخير لهم أن يتقوا غضبة هذه الشعوب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسل والحمدلله رب العالمين

أحمد الجمال الحموي

نائب رئيس جمعية علماء حماه سابقا

عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام

عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.