ميلاد مجلة أدبية

ميلاد مجلة أدبية

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

وكأن الأقدار رتبت بعد وفاة مجلة الآداب أن تولد مجلة أدبية أخري غنية بمادتها‏,

نبيلة في أهدافها, جميلة في مظهرها, إنها مجلة المشكاة التي يقوم عليها شاعر مغربي كبير هو الدكتور حسن الأمراني, وتشرف عليها ابنته اعتماد الحاصلة علي درجة الدكتوراه في الإعلام من لندن.

الأمراني من الشعراء الذين يحملون هموم الأمة والإسلام, ويملك موهبة ساطعة في بناء قصيده, ويملك رحابة التسامح; والقدرة علي الحوار, ويدرك جيدا أين تكمن عبقرية النص الأدبي, فهو إلي جانب موهبته الشعرية, دارس ممتاز لأصول النقد الأدبي, وحصل علي درجته العلمية من السوربون.

المشكاة كانت تصدر فصلية بالمغرب لعقود, واحتجبت قبل سنوات لأسباب مادية, ولكن الرجل وقد من الله عليه بفرصة العمل أستاذا بجامعة عربية, وضع مدخراته القليلة لتولد المشكاة من جديد في حلة قشيبة تضم شعرا ونثرا وحوارات وقضايا مهمة ينتظمها إخلاص أدبي وفكري يتغيا خدمة اللغة العربية والأمة.

لقد جعل الأمراني شعار المشكاة حاملا لدلالة عميقة فهو يصفها: إنها صوت التعارف الحضاري, وعنوان الافتتاحية التعارفية استلهاما من قوله تعالي: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. وهو ما فسره الأمراني في الافتتاحية بقوله: فالنداء هنا موجه للناس جميعا, مؤمنهم وكافرهم, وبرهم وفاجرهم, ليذكر بوحدة المنشأ والمصدر, وتعدد الفرع وتنوعه, إنه يتكلم عن المعرفة التي ترفع الإنسان إلي درجة العلم بنفسه, والعلم بخالقه, وهو العلم الذي يتحول إلي سلوك.

لقد اقترحت علي الأمراني أن تطبع المشكاة في مصر توفيرا لنفقات النقل والطبع, مثل بعض المجلات العربية الأخري التي تطبع بمطابع مصرية مثل مجلتي: العربي و الأدب الإسلامي, وآمل أن تكون ولادة المشكاة الجديدة بداية لنهضة أدبية حقيقية تتناغم مع الربيع العربي, وتنهي عهد الإقصاء والاستئصال والتهميش. تحية للمشكاة ومن يستبسل لنموها وتطورها.