وتبقى التفسيرات لهذه الفظاعات.. قاصرة!

وتبقى التفسيرات لهذه الفظاعات.. قاصرة!

د. طارق باكير

[email protected]

لماذا يدمرون سورية ، ويبيدون شعبها ، و يشردونه ؟ ولماذا يقترفون من الجرائم الفظيعة ، ما يحير العقول والأفهام ، لشدة فظاعته ؟

 هل لأ نهم غزاة محتلون مثل اليهود ؟ ولكن اليهود يدّعون – وإنْ زورا وبهتانا - أن فلسطين كلها ملك أجدادهم ، وأنهم يريدون أن يستردوا هذا الملك الكاذب الخادع .. ولذلك يفعلون بفلسطين مثل ما تفعل عصابات أسد .. فيهجرون أهلها ، ويبيدون شعبها ، ويدمرون بنيانها .. أما هؤلاء فما علمنا أنهم يدعون !

هل لأ نهم  متوحشون ؟ فالوحوش لا تقتل  بني جنسها ، ولا تقتل فريستها إلا من أجل أن تشبع جوعها .. فإذا شبعت ، توقفت عن القتل ! 

هل من أجل أن تخلص لهم الدنيا وسورية أبد الدهر .. فالدنيا لا تخلص لأحد أبدا ، وسورية لا تخلص إلا لشعبها وأهلها ، ثم : أبهذا تخلص لهم؟

هل لأنهم ليسوا من البشر ؟ فإنهم يقولون ويتكلمون ، ويمكرون ويخدعون ، ويخططون وينفذون ، ولا ينكرون جرائمهم .. بل يعتبرونها أقل مما يستحق هذا الشعب ، الذي تسلطوا عليه وحكموه بالقهر والذل والكبت والاسعباد لهم من دون الله ، فأبى تسلطهم واستبدادهم واستعبادهم وفسادهم .. ففعلوا به ما فعلوا ، وما زالوا يتوعدونه بالمزيد والمزيد !

هل لأنهم أمنوا عقاب الدنيا ، ولا يحسبون حسابا للآخرة ، ولا للمنتقم الجبار .. لأنهم لا يعتبرون بما فعل الله الجبار بعاد ، إرم ذات العماد .. ولا يتعظون بفرعون الذي جعله الله المنتقم آية للعباد ؟ وهل هذا الشعب ممن ينسى مآسيه ، ويسكت على عمن ظلموه ، ويجبن عن الدفاع عن حقه وعقيدته وحريته وكرامته ؟ ألا يرون كيف يقتحم شعب سورية الموت ؟ ألا يرون كيف يتسابق المجاهدون ، ويقتحمون لهيب النيران ، ليوقفوا إجرامهم عن شعبهم ، ويسكتوا مدافعهم وصواريخهم المدمرة ، ويمنعوا طائرات حقدهم ؟ ألا يرون وجوه الشهداء مشرقة ،  والبسمة ظاهرة ، يقينا بالله ، واستبشارا واطمئنانا بوعد الله ، ورضى وتسليما بقدر الله ، وأملا بمغفرة الله ورحمته رضوانه .. فكيف يصمدون أمام هذا الشعب ، الذي يتمنى الشهادة في سبيل الله ، وهم يسخرون من الشهادة والشهداء ؟ 

كل الإجابات والتفسيرات لهذه الفظاعات التي ترتكبها العصابات الأسدية ، تبقى قاصرة .. ويبقى قاصرا عن الأفهام أكثر ، حال من يدعمون ، ويؤيدون ، ويريدون لهذا الحكم والحاكم أن يستمر !