قويق.. نهر الدم

قويق.. نهر الدم

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

اقترح الصديق الشيخ محمد عبد الله نجيب سالم ، أن أكتب عن ( نهر قويق ) عقب مجزرة 29 / 1 / 2013 م التي تحمل رقم 113 من مجازر حلب .. صارت حلب الشهداء بدل الشهباء ، و بشار الذي تمنطق قبل يومين أنه و أسماء ينتظران حدثا سعيدا - و قبل أسبوعين بث صوره وهو يعبث بالثلج - شخص عديم الحياء ، أراد أن يختم في نهر الدم قصة حكم

كان جسر السنديانة طريقي من سيف الدولة عبر الزبدية إلى بيوت عماتي و عمتي حميدة في بستان القصر وإلى بيوت أخوالي و خالاتي في الكلاسة ، و منذ أيام رأيت في المنام منطقة المجزرة وقد ازدادت خضرة و نضارة وأقيمت فيها ناعورة مائية تسقي الحياة بماء الزهر ! وهل ثمة زهر أكثر ازدهارا من مسك الشهادة ؟؟

في 5 / 5 / 1979 م كنت ورفاقي في الطريق من حديقة الشهباء لمسبح أبي القاسم ، صعدنا جسرا فوق قويق لم يكتمل ، قفز الجميع قبلي و لما هممت سقطت على حافة النهر مكسور الرجل والخاطر - مثل سورية و دول الربيع العربي - وصل أخي فخر الدين و حملني لمشفى الرازي

قويق جزء من صميمنا ذكره المؤرخون و الأدباء و الرحالة و العشاق ، ذكره المتنبي و البحتري وابن القيسراني . قال عنه المعري : فقويق في أعين الناس بحر .... و حصاة منه نظير ثبير ! و قال عنه الصنوبري : قويق إذا شم ريح الشتاء .... أظهر تيها و كبرا عجيبا / وناسب دجلة و النيل و الفرات .... بهاء و حسنا و طيبا

أقصوصة أبي عن صديقه البستاني الحاج يوسف خطاب الذي غرقت أبقاره في فيض قويق ، كانت تثري خيالي الصغير . أما المماليك الشراكسة وقت جروا للنهر قناة من الساجور ، فقد خلد عملهم الشاعر القاضي شرف الدين الحسيني : لما أتى نهر الساجور قلت له .... ماذا التأخر من حين إلى حين ؟ / فقال أخرني ربي ليجعلني من .... بعض معروف سيف الدين بن أرغون !! المفكر الكواكبي اقترح إعادة جر المياه له نهاية القرن 19 م ، وسنة 2010 م وافقت تركيا على تغذيته من الفرات بمعدل 5 متر مكعب في الثانية و بتكلفة 1050 مليون ليرة ، ليعود ثانية و ينتعش قلبه بعد 60 سنة من توقفه القسري

بالتركية ( قواق هي الحور ) الشجر المنتشر بكثابة في منبع النهر بمدينة غازي عنتاب ، كان يسمى بنهر الذهب و النهر القوي و خاليس و بوداموس ، وبعد مسار 120 كم من مصدره قتلوا على شطه خيرة أبناء حلب ، من آل آغا و بدوي و جمال و جليلاتي وخشان و ريحاوي و داية و واعظ و كوسا و رمضان و قطان وغيرهم و غيرهم ، 85 شابا كالورد الجوري المتفتح .. قتلك الله أسد الجريمة.