شبيحة للأبد ؟!

يحيى بشير حاج يحيى

شبيحة للأبد ؟!

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

كان في ختام المسرحية [المهزلة] في دار الأوبرا بدمشق ،  بعد انتهاء خطاب [ السيرك بشار الأسد ] هتاف مسعور ردده المحاسيب و المأجورون [ شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسدو هذا النباح [ الهتاف ] كان صادقا إلى حد كبير ؟! فهم شبيحة يقتلون و يذبحون و يسرقون و يغتصبون لأجل عيون الأسد  و بأوامره ؟! أما أنهم سيبقون للأبد ، فهذا ما لم و لن يصدقوا فيه ؟!

و ذلك لأسباب :

أولا : يؤكد التاريخ القريب و البعيد أن الإجرام لا يستمر مهما طال زمنه ، و حاشا لله عز و جل الذي حرّم الظلم على نفسه أن يترك هؤلاء دون عقاب ، فهو يمهلهم [ كما أمهل القذافي ] و لكن لا يفلتهم [ كما كانت نهايته ]

ثانيا : و لنكن صريحين - و إن كانت هذه الصراحة تزعج بعض الناس - إن الإقلية لا تستطيع قهر الأكثرية و لا سيما إذا كانت هذه الأقلية تمتاز بالتخلف العقدي و الفكري و الحضاري و الإنساني ، و تتفوق على غيرها بحقدها التاريخي و إرثها الإجرامي و واقعها الذي يكشف عما يجول في صدور المحركين لها ، و هذا ليس محصورا في مذهب ديني ، بقدر ما هو متركز في مجموعات تلتقي حول مصالح و مفاهيم تخدم النظام

ثالثا : إذا كان الدَّ ين يسقط بالتقادم - كما يردد الناس عن ألسنة الحقوقيين - فإن الحقد لا يسقط بالتقادم كما يثبت الواقع ، و ليس زعيما و لا رئيسا من يحمل الأضغان في صدره ، فكيف بالذي يتوارثها عن أسلافه ، و قديما قالت العرب :

و لا أحمل الحقدَ القديمَ عليهِمُ == و ليس رئيس القوم مَنْ يحمل الحقدا

و لكنه زعيم عصابة مجرمة تضم عشيرته التي تؤويه و تناصره

رابعا : إن هذا المجرم يؤدي دورا يرضي جميع الفرقاء و أصحاب المصالح ، فهو يقتل الشعب ، و يضعف الدولة و يشتت قوة الجيش لسنوات و سنوات و هذا ما يرضي العدو الصهيوني ، و يرضي أوهام الذين يخططون له من الصفويين و دهاقنة الطائفة المسعورين بحيث تصبح سورية في أكثرها مدمرة ضعيفة ضائعة ، و تبقى المناطق التي يحلمون بإعادة حكمها مستقلين - كما جربوا أيام فرنسا  - قوية

خامسا : إن الذين يريدون أن يجعلوا من الربيع السوري آخر فصل في الربيع العربي ، بإعطاء المجرم و عصابته  حرية مطلقة في ذبح الشعب السوري ،  ليكون عبرة للشعوب في الأنظمة التي تتلمس كراسيها المنخورة بالفساد لن يفلحوا ؛لأن الثورة السورية هي من مراد الله عز وجل ، و الله غالب على أمره .. و هذا ما سيرونه قريبا بإذن الله تعالى .