شموخ .. الشعار

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

حي الشعار ، يسبح في دمه  ولا يغرق ! قدره و قراره أن يسقي شجرة الحرية من عرقه و عروقه ، و أن لا يتراجع . جامع ( نور الشهداء ) تعرض للمجازر مرات ، مرة في 20 / 7 و مرة في 5 / 8 / 2012 م و ما بعدهما ، و لم ينطفئ نور الشهادة و هيهات أن ينطفئ

جامع سد اللوز أيضا ، و مشافي البيان و دار الشفاء و الطبابة الميدانية ، و كأن الذين يقصفونه يريدون بعوارهم و معاولهم قتل أسباب الحياة ، و هيهات أن يستطيعوا .. في أحد فيديوهات 1 / 6 / 2012 م سيارة نصف نقل ، تتكدس فيها أجساد أطفال الشعار ، ذبحتهم - بكل براءتهم - قوات حفظ النظام أو قوات جيش الدفاع الإسرائيلي . و في 17 / 8 / 2012 م عائلة من 5 أفراد قضوا بطيران الميغ 21 ، هذه الطائرات لم تستقل بعد في سورية لأن لها مهمة ( تطهير ) الشعب من الشعب

قهوة الشعار - الاسم القديم للحي - تقع أواسط شرق مدينة حلب ، عند نهاية الخط الدائري الجنوبي جنوب كرم القاطرجي و شمال كرم الجبل ، فيها مرآب سيارات ( الباب ) و ( تادف ) و مئات العيادات الطبية ، و منها العيادة الليلية الحكومية . عرفتها من خلال حادثتين ، الأولى استشهاد الشيخ أحمد الفيصل ( تحت التعذيب ) في 11 / 8 / 1979 م ، و الثانية عندما كنا نسافر للباب مع والدتي و أختي الصغرى منار ، هناك أسرة صادقت جدتي و والدتي في أحد صيفيات ( دريكيش ) و صارت بينهم أقوى الأواصر ، كانوا يسكنون بجانب الشيخ حمزة الذي يكتب الحجابات و الرقى لقاصديه من حلب و أريافها . كانت ساحة الشعار مستديرة و واسعة لا تتثاءب ولا تدوخ فيها لأنها أقاصيص من الحكايات و المستجدات ، أناسها بسحناتهم السمراء و البيضاء طيبون طيبون ، يرحبون بزوارهم و يصحون مع عصافير الفجر و حركة الرزق

حي الشعار لم يعد يحتمل وجع الأحاسيس المذبوحة ، أعلن تمرده على الماضي الملطخ بالخديعة .. الشعار لا تموت حواسه مهما أثخنوه ، الشعار خزان حلب و كبرياء حلب و بساطة حلب . لقد خربت قهوة الشعار بوفاة صاحبها ، لكن اسم عائلة الشعار يجلجل في أخبار العالم . أراد ( الشبيحة ) سلخ جلود أبنائها و سحق آمالهم ، لكن لمعان الأمل تلحظه من عيون أبطالها و أحرارها ، يتظاهرون بعد الفجر و تحت المطر و وضح النهار

سلام عليكم ( أبطالنا ) سلام على شموخكم ، والله لقد رفعتم رؤوسنا التي طحنها الذل .. سلام عليكم إخوتي الشهداء : محمد العلوش و محمد العساني و محمد دعبول و محمد يوسف حسين و أحمد الشهابي - شهاب الجنة - و كامل عفس و ياسر هباش و علي مصري و محمود فتلون  و كل الأطهار البررة ، ليتني كنت معكم شهيدا فأفوز فوزا عظيما.