وأخيراً.. " استفاق" الشرع ...؟؟؟

وأخيراً.. " استفاق" الشرع ...؟؟؟

عقاب يحيى

" صمت دهراً.. ونطق ..." أخيراً ..

أخيراً يعترفون.. وأخيراً يقرون.. لكن متى ؟، ولماذا ؟؟

" مبادرة" شرعية الاسم، طغمية المضمون.. يعلنها الشرع.. لكن بنبرة العنظزة التي تطفح ببعض فوران الاستعلاء المكين..

ـ يقولها الشرع علنا : أخفقنا في تطهير سورية من شعبها، وعلينا الاعتراف..

الاعتراف بماذذا، ولماذا ؟..

الاعتراف بحجم الدمار والقتل والتخريب ؟..

أم بكم الجرائم الفظيعة المقترفة ؟..

أم بالتأجيج الطائفي وسحق الحياة.. وارتكاب أكبر الموبقات ؟؟..

ـ ولئن كانت طغمة حاكمة هذه مواصفاتها فهل يحق لها البقاء يوماً في الحكم ؟.. هل من حقها الاستفشار مطالبة بحصة" الأسد" من عملية سياسية تتصور أنها ما زالت شريكاً فيها ؟؟

ـ كثيرة التعليقات على كلام الشرع.. ولنبدأ من الخلفية :

ـ الشرع، ورغم كل ما قيل وأشيع عن صمته، وانشقاقه، وعدم قبوله بما يجري، واحتجاجه، وسخطه.. ولا أدري أية أوصاف أخرى أضيفها عليه، إلا أنه في الأول والنهاية لم يكن سوى موظف برتبة وزير خارجية، فنائب رئيس، يهشّ وينش لكن في الهوامش وليس في القرار.. فالقرار لأصحاب القرار، وهو ليس منهم ـ بالقطع ـ وهو يعرف ذلك وكان قانعا على مدار مسؤوليته ..

ـ وعلى ذلك فالكلام ليس من عنده. ليس فشة خلق، او مبادرة ذاتية . هذا كلام معلمه، وأهل النظام.. ولذلك فهو كلام مهم ويعني الكثير .

ـ هذا يعني اعتراف صريح بالهزيمة، واستعداد لفتح صفحة أخرى يريدون أن يكتبوا أسطرهم فيها لكن بدماء الشعب السوري.. من خلال ما يعتقدونه حلاً وسطاً.. لكن فاتهم أنهم لم يعودوا العامل الحاسم في المعادلة، وأن هناك شعباً مقاوماً لن يقبل إلا بالقصاص العادل، والإنجاز الكامل .

****

أكيد لو جاءت مثل هذه المبادرة قبل عام ويزيد للقت قبولاً وترحيباً كبيرين من الشعب وثواره.. لأن شعبنا حريض على كل نقطة دم، وعلى كل حجر وبناء .. لكن.. وبعد عشرات آلاف الشهداء.. وكئات آلاف المعتقلين والجرحى.. والأرامل واليتامى والثكالى,. وبعد فيض الجرائم الإبادية والاغتصابية.. مذا تعني الكلمات والمبادرات غير انها سقوط آخر بأمل إطالة الحياة، وحقن القاتل بمزيد وسائل القتل، وإن بطرق أخرى ؟..

ـ ـ الكل يعرف اليوم هذه الحركة الإقليمية والدولية لتقديم " مبادرات" تحت اسم الحرص على بلدنا وشعبنا.. حتى إيران " تشفق"، ونصر الله يضطر للاعتراف، وروسيا تبدل قليلاً مواقفها وتتبادل التشاور مع الأتراك، وأمريكا على الخط.. والإبراهيمي.. والأمم المتحدة، والمخفي أكثر من الظاهر.. وكأنهم استفاقوا على الحقيقة ..

نعم استفاقوا على الحقيقة جميعاً وهي أن الشعب السوري البطل، وجيشه الحر، وبطولات الثوار وتضحياتهم حفرت الحقيقة الكبرى التي تجبر الجميع على التعامل معها : قابلين، أو مرغمين، أو مطليين بزبدة السموم.. ولذلك يكثرون من الاقتراحات ومعظمها تريد الإبقاء على القاتل بصيغ مختلفة : نزع الصلاحيات ـ تخفيفها ـ التشارك مع حكومة انتقالية من أهل الطغمة والمعارضة ـ إبقاء القاتل لثلاثة أشهر.. وما زال حبل الاقتراحات على جرار التسويق.. لكن الجميع يتجاهل، أو يتغافل عن الفاعل الحقيقي للحدث : الثورة.. وموقفها، وماذا سيكون ردها ..

ـ الثورة يستحيل أن تقبل ببقاء القاتل ورموز الطغمة يوماً واحداً، وجميع الملطخة أيديهم بالدماء، ولئن تنازلت، وقبلت، هي ومعها الإئتلاف الوطني فإن الحد الأدنى المقبول لا يمكن أن يكون أقل من تنحية القاتل وكافة رموز النظام وتحويل المتورطين بالقتل إلى المحاكم، وتولي المسؤولية عبر حكومة انتقالية تتولاها المعارضة، ويمكن أن تفكر بإشراك بعض أطراف النظام ممن لم يسهموا بالقتل، ولم يكونوا من صناع القرار..

نعم بات الفرج قريباً..والثورة ماضية في طريق النصر الحاسم .. وستحرزه بالتأكيد ..