ما بهذا تنصرون الثورة يا أصحاب الصفحات والتعليقات

ما بهذا تنصرون الثورة

يا أصحاب الصفحات والتعليقات

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم

انتشرت صفحات الفيسبوك وغيره كتويتر المناصرة للثورة السورية انتشار النار في الهشيم وأكثر هذه الصفحات لا تزيد عن كونها "قهوات" الكترونية للتندر وربما للتفكه لا تسمن ولا تغني عن الثورة شيئا يضيع صاحبها وقت فراغه كله بتنميقها والبحث في محرك غوغل عن أنباء وأفكار أو أحاديث وأخبار لينسخها على صفحته والتي باتت متجرا يربح فيها الايكات والتعليقات والإطراءات ويربح فيها المعجبين والمعجبات أو ربما العداوات وكثير من هؤلاء لا يتردد عن حذف كل ما يسيء إلى غايته منها من حب الظهور والإعجاب أما المعلقون فيضيعون الوقت بالتقلب بين الصفحات بين معجب وخاذل ليشير بإبهام الإعجاب علو أو سفال وآخر همه التعليق لنشر آرائه وإفحام خصومه بالحجة أو بالتقريع . والسذج والصالحون يدخلون ليعلقوا بالدعوات الصالحات وكأنهم غفلوا أن الدعوات المستجابات تكون عقبالسجدات في الأسحار والخلوات . كل هذه البطالة الإلكترونية والتي تستعر فيها التعليقات والدعوات بينا شعبنا في الداخل يتلقى فوق راسه البراميل والمتفجرات العنقودية وكافة الويلات فأين هؤلاء من أولاء ؟ بل إن بعض هؤلاء تراه يتفاءل بالنصر القريب ويدعو الجيش الحر أن لا يرحم العدو الرهيب وأنه عين الخسران والتتبيب ويتكلم بلسان المنتصر العصيب ناسيا أنه بذلك يتنصل من مسؤوليته في النصرة والتخفيف عن إخوته بعض المضرة . فالمقيم في الخارج لا يحق له أدبا أن يتكلم بنفس لسان أهل الداخل بل لسانه لسان الرحمة وحاله حال الثكلى وهمته إلى النصر والمعونة كصاحب الرقبى والعمرى فلا يزال يسشعر التقصير ويحار في التدبير كيف يعوض عن هذا التقصير ويحذر أن يكون مشاهدا كالمعارضة التي لم تنتظر انتصار الثوار لبدء النظر في الإعمار !؟ قال تعالى ( كل شيء هالك إلا وجهه ) أي ما أريد به وجه الله خالصا لله (ما عنكم ينفد وما عند الله باقصدق الله     

كنت قد كتبت منذ أشهر أتوسل إلى الشباب بتغيير منهجهم هذا والعمل على بحث سبل متطورة الكترونية لا باع لي فيها ولا ساق تخدم الثورة وتنصح للثوار ورجوت هؤلاء أن يعملوا على نشر الفيديوهات وأخبار الثورة باللغة الانكليزية والفرنسية وسائر اللغات المهمة العالمية وينقلوا حقيقة ما يعانيه شعبنا في الشام وحقيقة خذلان قادة الغرب لنا ومنعهم للسلاح الضروري لنا من مضادات طيران وغيره واظهار كذب دعاوى أئمة الغرب في ميثاقهم الذي تواثقوا عليه في ميثاق الأمم المتحدة والذي هو في متناول الجميع على غوغل .وتوضيح حقيقة سبب امتناع الغرب عن نصرة ثورتنا ألا وهو مجرد افتراضهم أن أمن اسرائيل سيكون مهددا إذا قامت في سوريا دولة ديموقراطية بحق تمتلك مقومات الدولة ولما كان بنظر أئمة الغرب أنها أي الدولة الديموقراطية لن تكون ديموقراطية إلا وهي اسلامية وخاصة بعد تفريط الغرب في التدخل فكان إذا من المناسب أن لا تكون هذه الدولة إلا دولة منهكة متآكلة متناحرة الأطراف ليس لها من مقومات الدولة شيء ...الخ .ولا حرج من أن يقتل في هذا آلاف السوريين وتهدم الشام. كل هذا في سبيل حماية أمن قتلة المسيح فيما يزعمون إلههم  ( وما قتلوه وما صلبوه ) صدق الله 

إن إضاعة الأوقات على صفحات الفيسبوك لأمر خطير جلل وهذا وإني لا أعارض الصفحات الرئيسية والتي هي مهمة ولا ريب ولكن انتشار تلك الصفحات الثانوية التي لا هدف منها غير الأنانية والتي تحمل كل واحدة آراء و"بوستات" لا تنفع الثورة بشيء بل كثيرا ما تسيء إليها أمر لا يجيزه الشرع ويأباه العقل السليم إن هذه الصفحات والغير متخصصة في شأن من شؤون الثورة ومطالبها مضرة لصاحبها وللمعلقين سواء 

 إن أساليب خدمة الثورة كثيرة ولو أن صاحب التعليقات والصفحات أمضى وقته المهدور على صفحته لله وللمستضعفين لكان خيرا له وللثورة إني أعلم أناسا لو أنهم عملوا عملا إضافيا في هذا الوقت الضائع وجعلوا ريع عملهم هذا عونا ماديا للثوار لكان هذا جهادا في سبيل الله تعالى ولما كنا نتحدث عن شح الموارد والمعونات .لو أن أصحاب الصفحات وجهوا صفحاتهم للدعوة إلى حشد الشارع العربي وأئمة المساجد في العالم العربي والإسلامي إلى الخروج عقب الجمعات في مسيرات سلمية لنصرة الثورة السورية  ولأهداف أخرى فيها نصرة هذه الثورة الأبية لكان ذلك خير وأحسن عاقبة والله الموفق وهو يهدي السبيل  .