وحدة المجالس العسكرية إنجاز حيوي ..

عقاب يحيى

امر حيوي أن تتحد المجالس العسكرية.. فوحدة السلاح ضمان للقائم والمستقبل كي لا يفلت السلاح فيصبح نقيضاً للهدف الذي قام من أجله، او للعمل تحت يافطته ..

الكل يعرف كيف اضطرت الثورة مجبرة لحمل السلاح، بعد أشهر من السلمية.. تعرضت خلالها للقتل المنظم، والاغتيال والقنص والاعتقال المميت والمذل .. حيث بات الدفاع عن النفس والحياةضرورة ، فتراجع الجانب السلمي ، أو اندمج بطريقة معقدة مع المقاومة التي صارت ذراعه وحاميته ..

ـ وكأي بداية لعبت فيها الحاجة الدور الكبير.. كانت المبادرات الفردية، والحصول على أية قطعة سلاح فردي تشغل همّ وبال النشطاء.. الذين باع كثيرهم ما يملك، مثلما باعت النساء ذهبها وما تقتني للحصول على وسيلة تسهم في حماية الأرواح، وكفّ تغول وإجرام الشبيحة وقطعان الحقد والفئوية.. ثم تطورت الحالة وتوسعت، وجخلت على الخط قوى ما هبّ ودبّ..

ـ كثير المال القادم من الخليج بصورة فردية اقتحم مجال التسليح منشئاً كتائب خاصة تتناسب والخلفية السياسية والصالح الخاصة، ثم توسع الأمر بمشاركة قوى وأطراف كثيرة حزبية وتجارية وأصحاب أموال وطموحات.. ثم بعض الدول الإقليمية وغيرها، فاختلط الحبال بالنابل وبات للبعض كتائبه الخاصة الأشبه بالمليشيات، أو الدكاكين السياسية المسلحة بأنياب تريد فرض منطقها وخطابها على الأرض، ووجدت بعض الاتجاهات المتشددة فرصتها الذهبية .. مستندة إلى إمكانات مالية ضخمة، ومستغلة حاجة المواطن للسلاح والدعم وتلبية الحاجات الكثيرة فانتشرت، وقويت ضمن معادلة استغلال ردود الفعل على جرائم الطغمة وموبقاتها الفتاكة كي تنفخ فيها وترتكز إليها في تعميم روحية استئثارية، ومتعصبة، وإقصائية.. وتجاوز شعارات الثورة الجامعة : الحرية والكرامة، والوحدة الوطنية ، والشعب الواحد..إلى أطروحات حول إمارة إسلامية.. وخطاب ثأري انتقامي ..

ـ وضع السلاح بات الهاجس الأول الذي يحمل كل احتمالات الأخطار ما لم يجري ضبطه وتوحيده تحت مظلة واحدة، وإتباعه لجهة سياسية واحدة تتولى المسؤولية وفق ضوابط ومهمات محددة، وبما يتناسب وتطورات الميدان، ومواجهة الاحتمالات المفتوحة في عملية إسقاط النظام المجرم وفقاً لمروحة من التوقعات التي يجب أخذها جميعاً بالاعتبار والتهيّؤ المسبق لأيّ منها ..

ـ إن أحد أهم أسباب ومبررات قيام الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة هو توحيد العمل المسلح والإشراف عليه، كمهمة عاجلة وحيوية.. لذلك فإن المساعي المساعي الحميدة التي قامت في الفترة الأخيرة.. بمساعدة قطرية وسعودية ، وتتويجها بوحدة المجالس العسكرية، وانتخاب قيادة أركان ورئيس للأركان .. خطوة مهمة جداً تفتح الطريق لمرحلة جديدة، وتدعو الإئتلاف للإسراع في تشكيل الحكومة  المؤقتة، والإشراف الشامل، عبر وزارة الدفاع التي ستنشأ، والتي ستتولى قيادة العمل المسلح وضبطه ضمن النواظم والمهام التي ستضعها، وبإشراف سياسي من الإئتلاف ..