ساحة سعد الله

عبد الله زنجير * /سوريا

[email protected]

قال الدجيما : و ما آفة الأخبار إلا رواتها !! هؤلاء سحرة البطلان في الإعلام الحجري الرسمي ألا يستحون ؟ شاهت الأقلام  شاهت الثرثرة

العروس الحزينة ( ساحة سعد الله الجابري ) في حلب ، لم تلتئم جراحها بعد حتى راح أولئك المطبلون المزمرون ، يتراقصون على دمائها مثل مهرجي السيرك

نعم ، كل قطرة دم سورية خسران مبين ، وقد حزنت لمصير الصحفية ( منى بكور ) رحمها الله ، والتي قضت في الانفجار المروع صبيحة الأربعاء 3 / 10 / 2012 م ، دخلت على موقعها الموالي ( سورية القلعة ) وجدته سطحيا و مؤامراتيا و غبيا .. فما حكاية الساحة يا ناس ؟

كنا تلامذة و كانوا أيام المناسبات يحشروننا فيها ضحى ، فنسمع و نسمع و نسمع  ثم ننصرف ، و في مهرجان القطن نتفرج على العروض الفلكلورية ، و إذ بالقطن يبيد و الثلج يذوب . ألغوا منها أولا خط الترماي و أزالوا سينما الجمهورية ، ثم منعوا منها التجمع و التعددية ، و بعد ذلك حولوها مربعا أمنيا محتكرا لشبيبتهم و شبيحتهم .. ساحة سعد الله الجابري ، الأولى مساحة و الثانية تراتبية ( ورثت باب الفرج ) و الثالثة جدة و امتدادا عمرانيا ، و حاليا هي الوسط في المدينة ، تحيطها الشوارع العريضة التي تصل مابين المنشية القديمة شرقا و الجميلية غربا و الحديقة العامة شمالا ، يطل عليها المبنى الرئيسي للبريد ( استوقفني فيه أحد حراسه من سرايا الدفاع في 1980 م و راح يتكلم بفجور و غطرسة ) و كذلك كان بقربه فرع الأمن السياسي و فرع حزب البعث ، و فرع لمحل سلورة المشتهر بحلاوة الجبن

الزعيم الراحل ( سعد الله الجابري ) 1891 - 1947 م ابن مفتي حلب و نقيب أشرافها ، ترأس الكتلة الوطنية و سجن في جزيرة أرواد ، و تسلم رئاسة وزراء سورية من 1943 إلى 1945 م . تنكر بلباس مطران أرثوذكسي لينفد من قصف الفرنسيين لفندق أوريان بالاس في دمشق ، و اختار سكنه على أطراف هذه الساحة ( عمارة مركز إم تي إن ) التي أصابها الدمار مع مقهى جحا التاريخي و نادي صف الضباط و الفندق السياحي الرائع

النظام أبو العنف و الجهالة و المجازر ، و كل ما يحدث اليوم كان متوقعا و هو في رقبته و رقبة رئيسه المائع المستهتر ( حتى مجزرة المدفعية 16 / 6 / 1979 م ) و هذه الكلفة البشرية الهائلة نتيجة وحيدة لسياساته و رعوناته و أفعاله ، و حين يقامرون بالوطن و الحقائق الساطعة و يتبجحون و يتفيهقون ، ستأتي سنن الله لتقول لهم : أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده وهم لا يشعرون ، الآية.

               

    * عضو رابطة أدباء الشام