شقائق النعمان 6

حكايات ونباتات: شقائق النعمان

( الحلقة السادسة )

فوزي ناصر

[email protected]

زهرة برّيّة جميلة ، تتفتح في الشتاء ، وهي متعدّدة الألوان إلاّ أن

الأحمر هو الغالب، تنتشر في مناطق المناخ المعتدل .

إسمها اللاّتيني (أنيمون كورونوريا ).

حكاية دم ( أدونيس )

( عن الميثولوجيا اليونانية )

غضبت ( أفروديت ) إلهة العشق والجمال على ( سميرنا ) إبنة ( تياس ) ملك قبرص

وجعلتها تشتهي والدها الملك ، فأخذت الفتاة تتسلّل إلى فراش الوالد تحت جنح الظلام

تداعبه ويداعبها دون أن يعرف هويتها ، إلى أن اكتشف أمرها في اللّيلة الثّانية عشرة

، غضب غضباً شديداً وأراد قتلها ، هربت الفتاة ولحقها الملك شاهراً سيفه ، وحين

كاد يؤذيها استنجدت بالآلهة الذين أشفقوا عليها وحوّلوها إلى شجرة ذات صمغ

عطري عُرِفَت باسمها (1).

يوماً بعد يومٍ أخذت الساق بالانتفاخ إلى أن انشقّت بعد أشهر الحمل التّسعة عن طفل جميل هو ( أدونيس ) (2) الذي وقعت بحبّه ( أفروديت ) ذاتها ، ومن شدّة غيرتها

وضعت المولود في صندوق أودعته لدى ( برسفونه ) إلهة العالم السّفلي ، ريثما

يكبر فتستعيده ، إلاّ أن الأخيرة وقعت بحبه لشدّة حسنه ورفضت إعادته ، فاحتكمت

الإلهتان لدى ( زيوس ) كبير الآلهة الذي قضى بأن يقضي الفتى ثلث السنة مع

( برسفونه ) ، ثم يقضي ثلثاً مع ( أفروديت ) ويكون حرّاً في الثلث الأخير .

وكان أن أحب (أدونيس) إلهة الجمال فاختار أن يقضي معها ثلثي السنة وثلثها مع (برسفونه).

كبر الفتى وأصبح مولعاً بصيد البَرّ ، يقضي أوقاته في البراري يقتنص

ما يتيسّر من طير وحيوان ، وكانت عذراء جميلة إسمها ( أرطميس ) تراقبه

وتنتظر فرصةً لإيذائه وذلك انتقاماً من محبوبته الّتي حرمتها من حبيبها

(هيبوليتوس ) ، فأرسلت له خنزيراً برّيّاً شرساً وكان أن لحق الحيوان

الشّرس بالفتى الجميل وأخذ ينهش لحمه، جرى ( أدونيس ) في البرّيّة متثاقلاً

متألّماً ودمه يسقط على الأرض . وحيث سقطت قطرات من دمه نبتت أزهار

بلون الدم قصيرة العمر كما كان عمره قصيراً هي شقائق النعمان !

...........................................................................

(1)سميرنا هي شجرة المٌرّ التي يستخرج منها نوع من البخور والطيب.

(2)أدونيس هو روح النبات ، هو تمّوز ، هو بعل ، هو حَدَد ، هو أدون

وهو النّعمان ، وما شقائق النعمان إلاّ جروحه وتُعرف هذه الزّهرة في

أوروبا باسم (أنيمون ) ما يذكّر باسمه العربي نعمان !