المرجة الحلبية

المرجة الحلبية

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

ليس في ( منطقة المرجة ) بحلب ، مثل نصب التلغراف البرونزي الذي أبدعه أحد الفنانين الطليان ، وسط ساحة المرجة الدمشقية . ولم يهتف لها أحد بتلك الأهزوجة الجميلة : زينوا المرجة / و المرجة لنا .... شامنا فرجة / وهي مزينة . كما لم تدخل الحيز التنظيمي للمدينة ، و بقيت حيا شعبيا مهمشا و شبه عشوائي ، انتشر على مساحة كروم العنب و التين جنوب شرق حلب ، ظاهر باب النيرب مابين أحياء الميسر و الصالحين ، و بالقرب من المطار الدولي الذي لا يفصلها عنه سوى أكيال قليلة

إلا أن ( المرجة ) دخلت التاريخ بسواعد أبنائها و عزمات ثوارها ، فهي لم تكف مرة عن التظاهر و فتح الصناديق المحرمة ، رغم كل سواطير الشبيحة و بساطير العبودية . اختارت أن تتنفس حرية و حمية ، و أن يتضمخ ترابها من مسك الشهادة و أن يكون حصاها النجوم . قررت المرجة أن تجد الوقت لتكبر و تعلو، وأن يبح صوتها انتصارا لحوران و حمص و الزاوية ، و أن تكون في مقدمة الأحياء الحلبية الباحثة عن الذات و عن الجذور و عن صناعة الحياة

ينتمي سكان المرجة بمعظمهم لعشائر العساسنة ، الذين يتبعون قبيلة الدليم العربية المنتشرة في العراق ، و قد عمدت سلطة الفتنة لمحاولة شق تلك العشائر و شراء البعض منهم . بيد أن شهامة و وعي شبابها و أحرارها ، حالا دون نجاح كليشيهاتهم المعطوبة و المجربة ، و كان الرد ما يرون لا ما يسمعون .. دفعت بخيرة أبطالها في بيداء الشهادة ، فارتقى العشرات منهم خلال الشهور الماضية ، وقد مرت معي أسماء شهداء كثر ارتوت المرجة و دوارها بدمائهم الزكية ، منهم الشهيد حسين العساني ، و الشهيد عبد الله دعبول ، و الشهيد أحمد الجدعان ، و الشهيد حسن هيكل ، و الشهيد أنس العلي ، و الشهيد أحمد الجنيد ، و الشهيد محمد الحسن ، و الشهيد حسام أرمنازي ، والشهيد أحمد حسين ، و الشهيد محمد الحسن ، و الشهيد عبد الله محمد ، و الشهيد زين لبابيدي ، و الشهيد أحمد رمضان إبراهيم ، و الشهيد محمود درعوري ، و الشهيد أسامة الشاغل ، و الشهيد محمد حاج بكور ، و الشهيد و الشهيد و الشهيد .. لن ننساهم إنهم في قلوبنا ، في قلوبنا

سلام عليهم في الخالدين